في رد فعل سريع لمقالي السابق «التداعيات الخفية للدراما الرمضانية» ومقالي الذي سبقه «مساحة القبح كانت الأكبر أيها السادة»، وبما يحفز أكثر على مناقشة قضايا جادة، تهم شريحة الآباء والأبناء، وشرائح كثيرة في المجتمع المصري، بل والمجتمع العربي، هاتفني صديق على درجة كبيرة، من الوعي والثقافة والوطنية؛ معلقًا على ما أثرته من خطورة بالغة، لما يقدم من دراما، تتنافى مع حرمة الشهر الفضيل، ومع منظومة القيم التي تربينا عليها، ومع كل الأعراف التي تسود محتمعنا، وقد آثرت أن أنشر ما ذكره صديقي، كما هو بالحرف الواحد.
يقول صديقي: لابد من تدخل الرقيب، شرط أن يكون متفهما، ويكون تدخله بمنأى عن أي غرض سوى مصلحة الوطن، إن ما نراه الآن وما يعرض على فضائياتنا، يدلل على أن الرئيس يعمل من ناحية، ومن ناحية أخرى تتدخل جهات لتهدم كل ما يبنيه، وكأنهم يريدون أن يشوهوا كل الإنجازات التي تقدم، لأن ما يقدمونه مغاير تماما لما في الواقع، توجد شقوق كثيرة في مجتمعنا، تترك لتخرج منها الحيات والثعابين، الرجل يعمل بالنهار، وفي الليل تترك ثغرات تكون حديث الناس، وهنا تساءل صديقي: هل الجهات المنوط بها، الرقابة على ما يقدم في قطاع الدراما، هل هي عاجزة عن تحجيم هؤلاء الصعاليك، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها، عِليَةَ المجتمع وصفوة القوم، ونراهم يخرجون علينا في شهر رمضان كل عام، ببذاءات وسفالات، وهل ستعجز هذه الجهات، على أن تعيد صورة المصري الشهم، الذي يدافع عن عرضه وأرضه، الذي كان يتسابق في المواصلات العامة، لحجز مكان لجلوس امرأة كبيرة، أو رجل مسن، أو بنت منطقته؛ حتى لا تتبهدل في زحام المواصلات؟، وهل هذه الجهات، ستعجز عن استدعاء هذه الصورة المشرفة، للشاب المصري في الدراما الرمضانية؟!، إننا نتذكر ونحن كنا صغارا، كيف كنا ننتظر المسلسلات الدرامية، التي تركت فينا وفي أجيال كثيرة، بصمة إلى اليوم، لكن في ظل عرض هذه القاذورات والبذاءات باسم الدراما، هل أحد فينا يعلق في ذهنه، إسم من بين هؤلاء الذين يتناوبون، في الخروج علينا من خلال هذه المسلسلات؟ هم للأسف يقدمون البذاءات، ويسكنون القصور الفارهة، ويخرجون لنا ألسنتهم قائلين: موتوا بغيظكم، سنقدم ما يحلو لنا.
وهنا يتطرق صديقي في كلامه لسؤال: لمصلحة مَنْ، يُترك هؤلاء الذين يشوهون الذوق العام، موجهين رسائلهم غير الأخلاقية، إلى الصبية والشباب، بأن البلطجة هي الرجولة والشهامة، وأن السفالة والدعارة والمخدرات، من يقوم بها يثبت رجولته، وهي الطريقة الأسهل للمكسب السريع؟!.
نحن نحتاج يا صديقي إلى إعادة النظر، فيما يقدم من دراما، في شهر رمضان وفي كل شهور السنة، فهل يترك أولادنا وبناتنا لهؤلاء، كي يوجهونهم بتصرفاتهم؟!، لابد من تدخل الدولة؛ لتقوم بدورها، ولابد أن توجه الكتابات في الفترة القادمة في هذا الاتجاه .. إلى هنا انتهى كلام صديقي.
صدفة ودون انتظار، كنت أقلب في قائمة الفضائيات بالأمس؛ فشاهدت فيلم «غرام في الكرنك»، واستمتعت بإبداع فرقة «رضا للفنون الشعبية»، في استعراض «الأقصر بلدنا» حيث قدمت ألوانا من التابلوهات الفنية الاستعراضية الرائعة، التي تتميز بها على المستوى العالمي، وبعبقرية معهودة للمؤلف والمخرج وفريق العمل، كان الفيلم إعلانا صريحا لمدينة الأقصر، كمزار سياحي مصري عالمي .. أظن الفارق شاسع وكبير وواضح!.