تعد سويسرا بلد الشوكولاتة اللذيذة والساعات الفاخرة، علاوة على ذلك تقوم بتصنيع حاولي 34 مليار سيجارة سنويًا، بحسب إحصائيات تم الإعلان عنها في 2016.
وتصدر سويسرا حوالي 75% من السجائر حول العالم ، ولكن في تحقيق اجرته منظمة بابلك أي ، كشف عن أن السجائر السويسرية التي بيعت إلى أفريقيا، أكثر سمية من التي بيعت في اوروبا، وتفيد الإحصائيات طبقًا للتحقيق ان هناك 77 مليون مدخن بإفريقيا، وأن 55% من السجائر في المغرب العربي مستوردة ومعظمها يأتي من سويسرا وتركيا.
وكشفت الصحفية ماري موريس التي أعدت التحقيق ، بأن في الرباط و الدار البيضاء يدخن المراهقين والأطفال والنساء السجائر السويسرية، بفخر كبير لانهم يعتقدون ان هذه السجائر ذات جودة عالية.
وبعد تحليل عينات من علب سجائر سويسرية التي تباع في المغرب وفرنسا وسويسرا ، وجد أن هناك تفاوتًا ملحوظ في مقادير المكونات التي تستخدم في تصنيع السجائر، حيث اوضحت المحققة الصحفية صاحبة الموضوع، انها اقدمت على شراء سجائر سويسرية من المغرب، وأخضعها للتحليل في مختبر علمي في لوزان ، وكانت النتائج مفاجئة إلى حد كبير، حيث أن السجائر السويسرية التي تدخن في المغرب تحتوي على نسبة أكبر من النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون مقارنة بالسجائر المدخنة في سويسرا، لكونها أقوى فإدمانها أشد، وهي في الواقع أشد ضررًا على الصحة.
وبحسب محررة التحقيق فأن 80% من المدخنين في العالم ، يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث ركز التحقيق على 3 شركات رئيسية تتخذ من سويسرًا مقرًا لها، وهي شركة philip morris international، وشركة british american tobacco، وشركة japan tobacco international .
فيما علقت إحدى تلك الشركات على التحقيق ودعت عدم التركيز على مستوى القطران بحجة أنه ليس مؤشرًا دقيقًا على المخاطر ، كما علقت شركة japan tobacco international ، ان كل المنتجات المتعلقة بالتبغ لها مخاطر صحية، ولا يمكن لاحد ان يقول ان هناك سيجارة أقل سمية من غيرها فيما يتعلق بمسائل مثل المذلق.
وقالت محققة التحقيق أن مصنعو التبغ يختبئون وراء حجة المذاق ، ويقولون ان الافارقة يحبون السجائر القوية ، والحقيقة ان هذا يناسب المصنعين جدًا، لأنه عندما تضع المزي من النيكوتين في السيجارة تزداد احتمالات الإدمان بشكل أسرع، وهم يحتاجون إلى المزيد من المدخنين الجدد، وهؤلاء المدخنون الجدد في أفريقيا ، حيث سياسات مكافحة التدخين ضعيفة جدًا ، والمراقبة ضعيفة جدًا على هذه السوق ، ولهذا السبب فإن المغرب وبلدان أخرى مثل جنوب أفريقيا، تعتبر ذات قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة لمصنعي السجائر.
ووفقًا لاحصائية تابعة لمنظمة الصحة العالمية يموت حوالي 7 ملايين شخص بسبب التبغ سنويًا.