كتب ـ وليد الخفيف
حزما حقائبهما معا وغادرا بلد الجليد مبكرا والحزن يلاحق أعينهما، طويت صفحة المقارنة بينهما دون أن ينجح أحد، فلم يعانق ميسي لقب المونديال، ولم تطأ أقدام كريستيانو رونالدو منصة التتويج، خسرت الأرجنتين وغادرت على طائرة مكسورة الجناح ، ولحقت بها البرتغال خائبة الرجاء في ليلة بكت فيها الساحرة المستديرة دما على وداع خير من ركلها، نعم كسب الفرنسيون الرهان، وحقق الأورجوانيون مبتغاهم، غير أن البطولة كانت الخاسر الأكبر فجمهورها العريض سيحرم من ابداع خير من حمل الرقم 10 وتألق صاحب الرقم 7 فكليهما خارج الخدمة .
وكشف ديشامب عن الوجه الحقيقي للديوك الفرنسية مع مطلع الدور الثاني ، موجها انذارا شديد اللهجة لمنافسيه ، مؤكدا أن دور المجموعات كان تسلية لم يستخدم فيها أسلحته الفتاكة .
زلزال بقوة أربعة ريختر حول الارجنتين إلى ضمير مستتر تقديره خرج ولم يعد، الفاعل كان امبابي ، والقاضي كان غيرزمان ، والمفعول به سامباولي وكتيبته التي افتقدت بوصلة الخروج الآمن ، أما الانقاض فكانت في بونس اريس ، فتحول حلم ابنائها إلى كابوس مزعج كشف بجلاء شيخوخة التانجو ، والزهايمر الكروي الذي أصاب مدربها.
فوز الديوك وصياحها ملأ جنبات موسكو ، فباريس أضيئت ارجاؤها فرحا ، فعم نور برجها الشهير ضواحي موسكو ودروبها، أما الحزن والخيبة فكانت من نصيب وصيف النسخة الماضية .
وفي ليلة لم تقل جمالا ضرب الاورجواي موعدا مع دور الثمانية بعد اسقاط بطل اوروبا على يد اديسون كافاني، فكم كان الباريسي قاسيا ، وكم كان العضاض مزعجا .
شوط أول لم يدخل فيه فريق كريستيانو رونالدو أجواء اللقاء ، فاستقبلوا هدفا مبكرا ، متنازلين عن حق الرد.
شوط ثانٍ مغاير، حصار برتغالي محكم على المنتخب القادم من امريكا اللاتينية، رأس بيبي تهز مدرجات بطل اوروبا بادراك التعادل، الحصار يتواصل، والضغط يستمر ولكن كافاني يرد بهز الشباك مجددا.
ضغط وحصار واستنجاد بمقعد البدلاء والناتج خلق فرص ولكن الصخرة جودوين يبدد تلك المساعي ادراج الرياح، الوقت يمر، والجمهور يترقب ، حزن هنا، وفرحة هناك، والعيون شاخصة صوب الحكم الذي حركت انفاسه صافرة الختام، لتطوى صفحة البرتغال من قصة المونديال ويدرج اسمها مع الراحلين.
