إلتف الأطفال في قرية طموه بالجيزة في سبعينيات القرن الماضي حول ذلك الصبي الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، مُهللين ساخرين من الزي الغريب الذي كان يرتديه ولا يعرفون لماذا يرتديه، فكان يرتدي العمامة والجبة وكأنه شيخ أزهري كبير يتوجه إلى منبره لإلقاء خطبة على جموع المصلين.

لكنه في الحقيقة كان متوجهاً إلى منبر آخر وهو منبر لقراءة القرآن الكريم، حيث يقرأ لأول مرة أمام الناس بتشجيع من والده وأهل القرية ليصبح بعد ذلك من أشهر قراء مصر والعالم العربي والإسلامي، فهو الشيخ محمود الخشت قارئ الأعتاب الطاهرة.

إشتهرت مصر من قديم الأزل بأعلام قراء القرآن الكريم الذين جالوا بالعالم كله رافعين صوت القرآن الكريم إلى السماء بأصواتهم الرائعة والمميزة وحتى عصرنا هذا هناك مئات القراء بل الآلاف على الساحة، لكن من منهم له شخصيته المستقلة وصوته المميز الذي يشار له بالبنان وتعرفه الآذان بمجرد سماعه.

مولده :-

ولد القارئ الشيخ محمود الخشت في قرية طموه بمحافظة الجيزة في شهر مارس من عام 1960 وكان كتّاب جده أول كتاب في قريته الذي حفظ فيه والده القرآن الكريم بأحكامه ثم لقنه وحفّظه إياه بعد ذلك فقد نشأ في بيت من بيوت القرآن.

إعتمدته الإذاعة المصرية قارئاً بها عام 1997 بعد أن أقرت اللجنة بموهبته الرائعة وصوته المميز، لكنها أمهلته فترة قصيرة ليبتعد عن تقليد علم من أعلام القراءة وهو الراحل الشيخ راغب مصطفى غلوش حتى تكون له شخصية مستقلة.

وبترشيح من القارئ الشيخ أحمد الرزيقي في عام 2000 أصبح قارئاً للجمعة بمسجد السيدة نفيسة كقارئ احتياطي له، إلى أن أصبح قارئ مسجد السيدة نفيسة حتى وقتنا هذا.

علاقته بالشعراوي:-

كان الشيخ محمود الخشت كثير التردد على إستراحة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان يقرأ القرآن في مجالس العلم والذكر أمام الشيخ الشعراوي، حتى إشتهر بعد ذلك وأصبح صديقاً للشيخ عبدالرحيم الشعراوي وشارك في مسلسل إمام الدعاة كقارئ في إحدى حلقاته.

سافر الشيخ الخشت إلى العديد من دول العالم العربي والإسلامي لإحياء حفلات القرآن الكريم وشهر رمضان المبارك منها العراق وإيران وماليزيا.