طفرة هائلة تحققت في حقبة التسعينيات عند ظهور الشبكة العنكبوتية الإنترنت، وتوالت السنوات وتطورت التكنولوجيا بشكل مخيف لتصبح جزءًا أساسيًا في كل بيت مصري، يحمل كل فرد هاتفه في يده وكان بينهما إرتباط روحي ليقضي على التواصل الحقيقي بينه وبين كل من حوله سواء عائلته أو أصدقائه، يكتفي بضغطة زر على الهاتف ليرسل تحية أو كلمة حب فيعيش في عالم إفتراضي لا يمت للواقع بصلة.
وفي اليوم العالمي لمقاطعة الإنترنت، يدعو البعض للتوقف عن إستخدام الشبكة العنكبوتية لمزيد من التواصل الحقيقي بعيدًا عن العالم الإفتراضي، مشاهد محفورة في أذهاننا تراودنا في عالم ما قبل الإنترنت، نتذكرها من الحين للآخر آسفين على تلك اللحظات التي اندثرت بعد ظهور الإنترنت.
المشهد الأول:
يرفع أقرب مسجد أذان العصر، تجتمع الأسرة حول الطاولة يتناولون الغداء، وبعد دقائق قليلة يهرب الأطفال إلى الأسفل يلوحون بأيديهم إلى والديهما يقولون في عجل أنهم متجهون للشارع للعب الكرة مع أبناء الجيران.. ساعات طويلة يقضيها الأطفال تحت المنزل يركلون الكرة هنا وهناك، حتى يقضي عليهم التعب الممزوج بالمتعة والفرح، فتقف الأم في النافذة تطلق صوتها هنا وهناك لتعلن عن انتهاء وقت المباراة ليعود الأطفال للمنزل استعدادًا لوجبة العشاء والنوم.
المشهد الثاني:
تعلن الشمس عن الغروب، تجتمع العائلة أمام التلفاز في إنتظار مسلسل الساعة 7 مساءً، وأمامهم أكواب الشاي وقطع الكيك ذات النكهة المنزلية بأنفاس سيدة المنزل، ينكب الصغار على قطع الكيك يتهافتون عليها، يقضون ساعات أمام التلفاز في المساء حتى ينام الصغار بجوار آبائهم على الأريكة، ليستيقظون في الصباح يجدون أنفسهم في أسرتهم.
المشهد الثالث:
أياد صغيرة تطرق الأبواب، تعلن عن قدوم أبناء الجيران إلى جارهم ذلك الصغير الذي يمتلك وحده جهاز “الأتاري” في البناية بالكامل، ليصبح قائد المعركة ويجمع أصدقاءه كل ليلة بمنزله يلعبون “الأتاري” لمدة ساعات طويلة، ذلك الجهاز الذي كان بمثابة طفرة في عالم التكنولوجيا في بداية التسعينيات.