رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

ناصر عبدالفتاح يكتب “تحيا مصر .. إلى ذروة المجد والأمان يا جيش مصر العظيم”

 

ودع اصدقاءه وزملاءه وجيرانه ثم حمل حقائبه ميمما وجهه شطر مطار مسقط يدفعه الشوق والحنين لوطنه مصر أم الدنيا.. تذكر قول زميله: وجبة تأكلها آمنا مطمئنا خير من وليمة فاخرة وأنت غير آمن.
هتف قائلا: الأمان نعمة عظيمة ربي يديمها على بلادنا.
قال زميله: ( من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها).
صاح مؤمنا: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودع زميله وصدى كلماته يتردد في أذنيه.. انهي اجراءات سفره واستقل الطائرة برفقة أسرته وسرعان ما حلقت فوق الخليج العربي مجتازة الاراضي الاماراتية والبحرينية فالسعودية وبدا خليجا العقبة والسويس كعلامة نصر تحتضن ارض سيناء الغالية.
طالع الصحف المصرية في الطائرة فكانت العناوين الرئيسية: الجيش يقبض على بلطجية بتهمة ترويع الامنين وخطف الأطفال.. قوات حرس الحدود تقبض على إرهابيين متسللين الى البلاد وبحوزتهم أسلحة.. قوات البحرية تحبط محاولة تهريب مخدرات وتقبض على المهربين.. قوات الدفاع الجوي تدك معاقل الارهابيين.. كان الله في عون جيش مصر في البر والبحر والجو.. لولاه لافترست الفوضى والارهاب البلاد.
هتف من أعماق قلبه: اللهم احفظ مصر وأهلها.. اللهم انصر جيشها العظيم.
هبطت الطائرة ارض مطار القاهرة بسلام وأنهى اجراءات وصوله وسط اجراءات امنية مشددة.. قوات الجيش تنتشر داخل وخارج وحول المطار لتأمينه وحماية المواطنين سواء القادمين أو المسافرين .. المستقبلين أو المودعين.. أحس براحة شديدة واطمئنان ولكن ماذا بعد المطار؟!.. اكثر من مائة كيلو متر سيقطعها حتى يصل بيته.. كيف سيحمي أسرته إذا هاجمهم البلطجية المسلحون وهو أعزل؟!.. وهل سيكتفي المجرمون بالسلب والنهب فقط أم الخطف والقتل.. استرها يا رب.
وضع حقائبه داخل الباص لا على الشبكة حتى لا يلفت أنظار البلطجية تنفيذا لنصيحة السائق.. خلعت زوجته حليها وخبأها مع حافظة نقوده بإحدى الحقائب.. انطلقت السيارة في الشوارع الرئيسية التي يحميها الجيش بمدرعاته.. شوارع مدينة نصر ومصر الجديدة وصلاح سالم خالية الا من قوات التامين.. جنود الجيش الشرفاء رابضون على مدرعاتهم ساهرون على حماية الوطن والمواطن.. ودع القاهرة وسلك الطريق الزراعي تنفيذا لنصيحة السائق لان الصحراوي أكثر عرضة لهجوم البلطجية والارهابيين فكم من جرائم سلب ونهب وقتل ارتكبت في الصحراوي.
ولاحت بشائر الطريق الزراعي بزحام شديد.. تمنى الوصول لبلدته قبل حلول الظلام ولكن الطريق متوقف لأكثر من نصف ساعة.. طوابير السيارات لا تتحرك.. وقرص الشمس يركض نحو الغرب متحديا أمنيته ومجموعة من الناس افترشوا الطريق السريع رافعين لافتات كتب عليها: معتصمون حتى ننال حقوقنا.. نزل سائقو السيارات وحاولوا اقناعهم بفتح الطريق والاعتصام على جانب الطريق لكن بلا جدوى.. هددهم بعض المسافرين فقالوا: نحن لسنا بلطجية ولا مخربين.. نحن نطالب بحقوقنا التي اكلها صاحب المصنع.
توارى قرص الشمس وقريبا سيحل الظلام وعندئذ سيمسون لقمة سائغة للبلطجية فيسلبون وينهبون ويخطفون ويعتدون وربما وصل الامر للقتل.
لم تمض دقائق الا وانقض حاملو الاسلحة والمولوتوف من البلطجية على السيارات وبدأت عمليات السلب والنهب وقبل ان يصلوا لسيارته أقبلت دورية عسكرية وحاصرتهم فاستسلموا صاغرين.
هتف الناس: الجيش والشعب إيد واحدة.
ألقى قائد الدورية بالتحية على المعتصمين الغاضبين وتفاوض معهم بما يملكه من رصيد حب واحترام يحمله الشعب للجيش فأخلوا الطريق عن طيب خاطر.. اتصل الضابط بصاحب المصنع فتعهد بان يعطيهم مستحقاتهم المتأخرة بشرط أن يعودوا للعمل.
غادر المعتصمون الطريق السريع وهم يهتفون: الجيش والشعب إيد واحدة.
حيا ضابط الجيش وشكره من أعماق قلبه وأفضى اليه بمخاوفه فطمئنه قائلا: لا تخف.. إن الله معنا.. لن يخذلنا ولن نتخلى عنكم أبدا.
أمده رئيس الدورية بأرقام الطوارئ.. واصل طريقه وقد أضاءت نفسه بنور الامل بعد أن غمرتها الطمأنينة.
وصل بلدته فرأى رجالها جالسين على كوبري القرية بأيديهم عصي وفؤوس وسلاسل.. استقبله أخوه مرحبا به ثم عاد الى المرابطين الساهرين لحماية البلد من البلطجية المسلحين بعد ان تواترت اليهم انباء باعتزامهم مهاجمة القرية وسلب اموال وحلي أهلها مستغلين انقطاع الكهرباء.
سار وصمت رهيب يغلف شوارع القرية الا من صراخ وأنين أطفال القرية فيفزع الصمت الرهيب ولم تفلح محاولات الأمهات في اسكات أطفالهن رغم حالة الرعب التي تسيطر عليهن.
مرت ساعات الليل بطيئة وتواترت الانباء ان البلطجية هاجموا البلدة المجاورة ونشب اشتباك بينهم وبين الاهالي أسفر عن خسائر في الارواح والممتلكات.
ازداد الهلع لدى ابناء القرية وارتفع صراخ الأطفال وتحفز الرجال.. هناك ضحايا في القرية المجاورة.. سنضحي بأرواحنا لإنقاذ بلدنا وشرفنا وابنائنا ولن نتزحزح من مكاننا.. لن نهرب.. لن نتخاذل. وشاركت النساء في المقاومة الشعبية بأواني المياه المغلية.
وجاءت المكالمة الاخيرة بان البلطجية على مشارف القرية وما هي لحظات الا ووصل البلطجة القرية ومروا بها.. لم يرفع الأهالي عصا ولا فأسا بل فتحوا افواههم من الذهول وتملكهم العجب.. تطلع البلطجية الى الرجال الباسلين المرابطين بنظرة انكسار وهم مكبلين في سيارة الجيش التي لبت استغاثة الاهالي.
طوى مفكرة ذكريات عام ٢٠١١ وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فان خير اجناد الارض جند مصر).
هتف من اعماق قلبه: حماكم الله يا خير أجناد الأرض.. إلى ذروة المجد والأمان يا جيش مصر العظيم.

2019/09/25 5:53م تعليق 0 766

ذات صلة

ناصر عبد الفتاح يكتب “تحيا مصر .. لن يضيعك...

  ضرب مهندس الري المنضدة بقبضة يده اليمنى وصاح غاضبا: انهم يتحدوننا ويصرون على عنادهم. تساءلت: هل وصلت المفاوضات لطريق مسدود؟ اجاب المهندس: قل لطريق ممقوت .. طريق عنيد. فرد مهندس الري فرخا من الورق السميك ورسم خريطة افريقيا يشقها نهر النيل بمنابعه...

ناصر عبدالفتاح يكتب “تحيا مصر .. كم أنت...

أرّقه بوست انتشر على الفيس بوك ينتقد تشييد الطريق الإقليمي، ويندد بما أنفق عليه من أموال، طارحا سؤالا: ما فائدة هذا الطريق مع وجود الدائري بديلا له؟!.. أغلق الفيس ولم يلق بالا بما قرأه أثناء انتظار العائلة في السيارة،...

ناصر عبدالفتاح يكتب “تحيا مصر .. وسام الشمس...

    اتكأ بطل العالم في الجودو ياماشيتا على مدربه بعد ان سقط عليه تقرير الطبيب كالصاعقة فأفقده صوابه وصرخ: ما تطلبه مستحيل ولن أرضخ لطلبك ولن أنسحب من المباراة النهائية. قال الطبيب محذرا: إن ما ستفعله يعد انتحارا ولن أسمح به،...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز