تشهد مصر هذه الأيام ظاهرة فريدة؛ حيث تجتمع معا أعياد المسلمين والمسيحيين الذين يؤدون الصيام حاليا ليصبح العيد عيدين فى مصر مما يرسخ الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة.
حيث يحتفل المسيحيون والمسلمون بعيدي السيدة العذراء والأضحى في الوقت ذاته، ففي الوقت الذي يحرص في المسيحيين على حضور التسبيحات والاحتفالات بالكنائس وحضور موالد العذراء، يؤدي المسلمين فريضة الحج وذبح الأضاحي وتوزيعها.
“21 و22 أغسطس”.. يومان في الشهر الجاري يجمعان المصريين مسلمين ومسيحيين على الفرحة واحتفالات الأعياد، لكن المشترك الأبرز والأهم هي “اللحمة”، فالمسلمون يوم 21 يذبحون الأضاحي، بينما ينهي المسيحيون في اليوم التالي صوم السيدة العذراء الممنوع فيه أكل اللحوم.
وتظهر الوحدة بين المصريين في الأعياد من خلال حرصهم على تهنئة بعضهم البعض بالأعياد دون فرق بين مسلمين ومسيحيين، حيث يشارك المسيحيون أخوتهم المسلمين الاحتفالات بعيد الأضحى بداية من التهنئة بالعيد حتى ذبح الأضاحي، وكذلك المسلمين يشاركون المسيحيين في أعيادهم ففي الكثير يحبون شراء السعفوالاحتفال به.
وعلى المستوى الرسمي بحرص البابا تواضروس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على تهنئة بعضهما في الأعياد، بينما على المستوى الرئاسي عرف شعب الكنيسة معنى حضور رئيس الجمهورية لقداس العيد لتقديم التهنئة لأول مرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حرص منذ توليه الرئاسة على حضور قداسات الأعياد ليقدم التهنئة للأقباط ، ومن الجانب الآخر يقوم البابا تواضروس بتهنئة الرئيس في الأعياد المختلفة.
ومن جانبه قال القس صليب متى راعي كنيسة مارجرجس بشبرا إنه ليست المرة الأولى التي تجتمع فيه أعياد المسلمين والمسيحيين في يوم واحد، حيث احتفلوا معا بالسنة الهجرية والقبطية في الوقت ذاته.
وتابع أن مصر البلد الوحيد التي تتمتع بمشاركة وجدانية بين شعبها دون تفرقة في دين وشكل ولون، وهناك اتفاق بينهم في تبادل التهنئة في الأعياد والمناسبات، بل هناك أيضا تشابه في طرق الاحتفال بين الأعياد ، ففى عيدي الفطر والميلاد يقومون بتبادل «الكعك».
وأضاف راعي كنيسة مار جرجس بشبرا: “المسلمون والمسيحيون دائما ما يقفون معا بيد واحدة وخاصة في الأزمات، فاللجان الشعبية في ثورة 25 يناير خير دليل على ذلك، حيث كانت لا تفرق بين الدين بل الكل واقف بقبضة من حديد للدفاع بيته وبيت جاره”.
واستطرد القس صليب أن من مظاهر المشاركة فى الأعياد بين الشعب المصري ، هناك الكثير من المسلمين يقومون بصوم صيام العذراء لما لها من مكانة عظيمة عندهم حيث أنها المرأة الوحيدة التي ذكرت في القرآن وخصصت لها سورة وهي سورة «مريم».
