

مرحلة الاتصال المباشر
جاءت مرحلة الاتصال المباشر كوسيلة اقناعية نابعة من تركيبة المجتمع المصري، حيث شهدت تلك المرحلة سيطرة مفهوم العائلة بتراثها وتراتب أدوارها، حيث تكون القيم واحدة وتحكم كل المستويات بشكل طولي، حيث يصبح الموروث حاكما للجميع، وذلك بحكم ثبات الكيان الاقتصادي وثبات معادلة توزيع العمل ما بين الريف والمدينة وما بينهما من روابط ببنية تتمثل في خريجي الجامعات من أبناء العمد، مثل أحمد لطفي السيد وسعد زغلول مع تباين الموقف الاجتماعي لمصطفي كامل بحكم انتمائه لطبقة الضباط المنتمين للدولة العلية، وبالتالي خروجه من دائرة تنميط الأبطال الشعبيين هو ومحمد فريد، وهنا سر شعبية سعد زغلول علي حساب مصطفي كامل، وبالتالي نجاح سعد زغلول في اختراق الدائرة الجهنمية بين الريف والمدينة، وبالتالي كان نمط البطل هو نمط المثقف الذي كسر الصور الواقعية بحكم ثبات النمط الإنتاجي وقدرته علي فرض قواعده، في هذه المرحلة كان البطل هو الأزهري الحكاء من خلال تقنية الدعوة الدينية المنتظمة، خاصة وإن نجح في تجاوز النمط التقليدي ليجمع بين نقيضين.
كل ذلك حتي ظهرت السينما في أربعينيات القرن الماضي؛ لتخلق ثقافة وصناعة تساهم في صياغة شكل البطل خاصة وأن المستهدف هم طائفة الصناع الحقيقيين للواقع والمستقبل وهم الشباب.
وتبقي الصورة النمطية لدي الشباب، تلك الشريحة الأكثر حساسية واختياراتهم الحياتية هي المؤشر الحقيقي لمفهوم البطولة، ومن هنا كانت الازدواجية بين التعليم المدني والديني في النصف الأول من القرن الماضي مؤشرا لتذبذب مفهوم البطل، حتي جاءت السينما بسحر الصورة؛ لتخلق بطلا آخر له ملامح مغايرة وهو أمر له عودة.