

تعامد الشمس على مقصورة “قدس الأقداس” هي ظاهرة لا تحدث إلا مرة واحدة في العام، تحديدًا في 21 ديسمبر من كل عام، ويتمكن من يتواجد في المعبد من رؤية قرص الشمس وأشعته وهي تنتشر في أرجاء المعبد وتنعكس على مناطق وتماثيل محددة فقط.
يتوسط قرص الشمس في هذا اليوم “البوابة الشرقية”، والتي تقع على المحور الرئيسي للمعبد، وتكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بـ «الكرنك»، ومنها قدس الأقداس الإله آمون، وصالة الأعمدة، ويحدد فلكيًا هذا اليوم بـ يوم الإنقلاب الشتوي، وتدل هذه الظاهرة على قدرة المصريين القدماء على فهم الظواهر الكونية والتعامل معها.
و”معبد الكرنك” أو “مجمع معابد الكرنك” هو واحد من مجموعة من البنايات التي إستمر بنائها منذ العصر الفرعوني وحتى الروماني، في محافظة الأقصر، بُني للثالوث الإلهي آمون، وهم آمون رع، وزوجته موت، وابنهما خونس، ولكل منهما معبد خاص به من مجموعة المعابد في الكرنك.
وتعد «مدينة الكرنك» سببًا في تسمية المعبد بهذا الاسم، و«الكرنك» هو اسم حديث محرف من الكلمة العربية خورنق وتعني القرية المحصنة، وكان له إسمًا آخر يسبق الكرنك وهو “بر آمون”، أي معبد آمون أو بيت آمون، أما المكان فتم إختياره على مكان مبارك بالنسبة للمصريين القدماء، فقد كان “الكرنك” مرصدًا عريقًا ومكان للعبادة، فكان الإله آمون يتحدث من هذا المكان مباشرة مع أهل الأرض.
وبالتزامن مع ظهور ملوك الأسرة الحادية عشر، كانت «الكرنك» بالفعل أرضًا مقدسة، وقام الحكام بتطوير أجزاء من المعبد.