كتبت ـ ياسمين عزت
اعمالا بالمثل القائل “لا تعطني سمكة، لكن علمني كيف أصطادها”، تعمل جمعية “تنمية المجتمع المدني” بالشرقية، التي وضعت حجر أساسها، 12 سيدة، في عام 2007، بهدف التمكين الاقتصادي، للمرأة المعيلة والأرملة والمطلقة، واللائي تحت خط الفقر، ومن ثم مساندتهن اجتماعيا وتثقيفيا ومعنويا، بهدف الوصول بهن وأسرهن إلى بر الأمان، من خلال اقامة، مشروعات صغيرة لهن، بعد تدريبهن على كيفية ادارتها، منذ أول خطوة ثم التسويق لهن، لتحقيق الربح المراد، بمساعدة أساتذة بجامعة الزقازيق، في كافة التخصصات التي تستهدفها الجمعية، في انشاء المشروعات، ورفع الوعي لديهن وأبنائهن، بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي.
تعتمد الجمعية، على التبرعات الخيرية، ويتم دفع ايجار المكان ورواتب الموظفين، وأيضا تمويل المشروعات لهؤلاء النسوة الاكثر احتياجا، بدعم المشروعات الصغيرة، المتمثلة في بيع الخضروات والفاكهة، تربية الدواجن والأرانب، بقالة، صنع المنظفات والصابون السائل وتجارة الملابس والمفروشات، وغيرها من المشروعات، هذا بعد التعرف على رغبة كل سيدة، عما يناسب احتياجاتها وقدرتها، في اختيار المشروع المناسب، على أن يكون أكبر قيمة للقرض الواحد 5000جنيه، استطاعت الجمعية مساعدة نحو 500 حالة، واقامة 100 مشروع ل100 سيدة، مازال بعضهن على صلة وثيقة بالجمعية، أبرز المشروعات تربية الدواجن، التي نجحت فيها |”سيهام” وهي سيدة ريفية،ومشروع المنظفات لسيدة ريفية وارملة تدعى “وفاء”، وغيرهن .
تقول “أمل محمد سعيد” رئيس مجلس الإدارة :”ان الجمعية تأسست منذ 11 عام، بمساهمة 12 سيدة، والهدف الأول منها، هو تبني حالات النساء الأكثر احتياجا، منهن المطلقات والأرامل والاخريات الفقيرات، بعمل مشروعات لهن ومتابعتهن واسرهن، بفعل التواصل الدائم بين الجمعية معهن، وتتابع :”لدينا فريق متكامل متطوع، مكون من لجنة طبية في كافة التخصصات، واستشاري نفسي، وأيضا مدربين من كلية الزراعة وكلية التربية النوعية، والتجارة وغيرها، كل هذا لتحقيق الدعم الطبي والنفسي لهن، بالإضافة لتدريبهن، على الصناعة وادارة المشروعات وأيضا التسويق لها، مع مراعاة عمل بحث حالة اجتماعية لهن سنويا. دور الجمعية ليس مقتصرا فقط على الدعم المادي فحسب، بل تبني هؤلاء النسوة، ودعمهن نفسيا بمساعدة أخصائيين، اذا لزم الأمر، خاصة بعد مرورهن بأزمات، كما امتد دورها إلى رعاية أبنائهن، وتوفير معلمين لإعطاء دروس لهم بالمراحل التعليمية الابتدائية والاعدادية والثانوية، فضلا عن عقد ندوات توعوية وتثقيفية شهريا، بهدف رفع الوعي لدى هذه الأسر.
وتهتم الجمعية بتفعيل دور الرياضة والثقافة، ويختص الكابتن “عادل عبدالعزيز”، بهذا الجانب، ويقول :”أستخدم الرياضة، وخاصة الهوكي، باعتبارها الراضة الرسمية بالشرقية، لمعالجة السلوك وتهذيب الأخلاق والتحضر، لأن الرياضة تخلق الطموح والأمان، كما نعلمهم الاعتماد على أنفسهم، وأيضا نكسبهم ثقافة غذائية سليمة ومهارة بدنية، بعمل معسكرات دورية، وتدريبات شبه يومية خلال زياراتهم المتكررة للجمعية، وأبرز الحالات التي دعمتهم بتعديل سلوكه، طفل والداه منفصلان، كان يقود توك توك، ويتعامل بطريقة غير أخلاقية، حتى أنه كان معروفا بحمل سلاح أبيض، استطعنا ترويضه وأصبح لاعب هوكي، كما حصد جوائز وميداليات، وأنقذناه من التشرد والإجرام، ويتابع :”لهذا السبب أسعى جاهدا لتحقيق الحلم، بإنشاء نادي للفقراء بالمحافظة، لتدريبهم واحتوائهم وسيكون هذا سبب قوي في القضاء على ظاهرة التشرد ، كما سننتج شباب أكثر فائدة للمجتمع، باستغلال طاقاتهم، لكن العائق أمامهم هو ضعف التبرعات والتمويل.
