خريطة استرشادية وضعها عدد من خبراء الإعلام والاجتماع والاقتصاد، كي تستدل من خلالها الحكومة حول كيفية التأثير على المواطنيين للاقتناع بمشروع “2 كفاية” الذي أطلقته وزارة التضامن لتحديد النسل، تضمنت نشر التوعية داخل المجتمع المصري من خلال وسائل الإعلام، واستخدام الاستمالات العقلية والعاطفية، بجانب توفير وسائل تنظيم الأسرة، وسن القوانين، وتوفير فرص عمل.

تعليقًا على ذلك، قال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، إن خفض الزيادة السكانية ليس شأنًا سياسيًا أو إقتصاديا أو إعلاميا، بل شأن مجتمعي شامل، والإعلام مجرد عنصر من عناصر هذا الشأن، ولا يستطيع وحده التأثير على المواطنين، مشيرًا إلى الحملة الإعلانية التي انتشرت منذ سنوات طويلة على قنوات التليفزيون المصري واشتهرت بأغنية “حسنين ومحمدين” التي غنتها المطربة فاطمة عيد، ولكنها لم تؤثر وحدها على المواطنين.

“حل مشكلة الزيادة السكانية المفرطة، عملية حيوية وضرورية، والتأخير فى حلها يقوض جهود التنمية”، حسب “عبدالعزيز”، مبينًا أن الخطة التي يجب أن يتبعها الإعلام للتأثير على المواطنين، هو استخدام الرسائل الإعلانية التي تتسم بالإحترافية والجذب، والإلحاح.

الخبير الإعلامي أوضح أهمية سن القوانين لردع المفرطين في الإنجاب، بجانب القوانين التي تحفز من يحد من الإنجاب “سن القوانين مهم جدا في عملية خفض الزيادة السكانية، لإنه الأكثر تأثيرًا على المواطنين”.

من ناحيتها، قالت فؤادة البكري، أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الاستمالات العقلية والعاطفية أكثر المؤثرات التي يجب استخدامها فى الحملات الإعلانية عبر وسائل الإعلام المختلفة، والابتعاد تمامًا عن الإستمالات التخويفية، وأن تكون أهداف الحملة موضحة تماما للجمهور المتلقى لها.

وأشارت إلى أهمية تكرار الحملات الإعلانية وتذكير المواطنين بها طوال الوقت وعدم انقاطعها: “لازم الحملة تكون مستمرة، مش تعرض لفترة معينة وتنتهي عشان الناس تفضل فاكراها”.

تختلف الحملات الإعلانية باختلاف الطبقات والفئات العمرية، فكلا منهم له أسلوب معين، حسب تعبير الخبيرة الإعلامية: “لو الرسالة للشباب يبقى الاعتماد على السوشيال ميديا لأنهم أكثر تعرضًا لها، في حين أن الفئات الأكبر سنًا تعتمد على التليفزيون بشكل كبير، ولو بنخاطب الفئة الفقيرة، بيكون الأسلوب شعبي وبنستخدم الأغاني عشان تعلق مع الناس، لكن الطبقات الأعلى مش بيحتاجوا للحملات”.

وأشارت إلى ضرورة تقديم البرامج الطبية، والاستعانة بالأطباء، لكي يشرحوا أهمية تحديد النسل “البرامج الطبية بيكون ليها صدى كبير، والناس بتهتم بكلامهم وبيقتنعوا بيه”.

من ناحيتها، قالت سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية التربية جامعة عين شمس، أن المجتمع المصرى ترتفع به نسبة الأمية، ولذلك يعتمدون بشكل كبير على الإعلام، وهو خير موصل للفكرة “ترويج الفكرة لابد أن يتم من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج، بجانب السوشيال ميديا، لتأثر المواطنين بها بشكل كبير”.

وأضافت “سهير”، أنه يجب عمل مادة تضاف لجميع مراحل التعليم تحت عنوان (الثقافة السكانية) تنضم لمادة الجغرافيا أو مادة التربية الوطنية “لازم نربي أولادنا على ثقافة تحديد النسل، من خلال كتب تعليمية وندوات داخل المدارس والأندية ومراكز الشباب”.

وأوضحت “سهير” أهمية دور المؤسسات الدينية في هذا الأمر، لأن أغلب المواطنين يعتقدون أن فكرة تحديد النسل محرمة شرعا “مفروض المساجد والكنائس تناقش فكرة تحديد النسل فى الخطب والمواعظ، لكي تقتنع الأسر وتقدم على تحديد النسل، توصيل الفكرة هياخد وقت، والاقتناع بيها هياخد وقت، وتنفيذها هياخد وقت”.

فى سياق متصل، قالت علياء المهدي، أستاذ الاقتصاد بكلية العلوم السياسية والاقتصاد جامعة القاهرة، إن توافر فرص العمل، هو المحرك الأساسي لتحديد النسل، مبينًا أنه الوضع الاقتصادي يؤثر على زيادة أو نقص أعداد الأبناء “لما يكون فيه فرص عمل ووضع اقتصادى جيد، بيكون فيه نسل قليل، على العكس لما يكون الوضع الاقتصادي للأسرة أقل يجعل الفرد ينجب عددًا كبيرًا من الأولاد لكي يساعدونه على المعيشة”.

وأشارت “علياء”، إلى أهمية توافر وسائل تنظيم الأسرة بالمجان في جميع مكاتب الصحة والمستشفيات العامة والصيدليات، لكي تتجه إليه الأسر وتحد من النسل، بالإضافة إلى تكثيف الحملات الدعائية والإعلانية عبر وسائل الإعلام، لنشر الوعي بين الأسر في المجتمع المصري والتعريف بأهمية تحديد النسل، وخطورة الكثافة السكانية.