من الصعيد إلى القاهرة، تركت ميرنا مراد، صاحبة الـ21 عاماً، مسقط رأسها سوهاج قادمة إلى المحروسة للبحث عن ناد تنضم إليه لتمارس لعبتها المفضلة، كرة القدم، لم ترحب أسرتها بالفكرة فى البداية خاصة أنها كانت المرة الأولى التي تطلب فيها الإبنة ترك المنزل لتعيش مستقلة قائلة: “كنت خايفة في الأول بس أصريت لأن مفيش عندنا ملاعب ولا فيه حد معترف بأن البنت تلعب رياضة”.

انضمت بالفعل إلى نادي المعادي تحت الاختبار، حاولت إيجاد سكن بالقرب منه لكنها لم تجد واضطرت للإقامة مع أحد أقاربها في منطقة حدائق الزيتون وتابعت: “حاجة صعبة تعيش بعيد عن أهلك بس ماكانش فيه فرصة قدامب غير كده”.

واظبت “ميرنا” على مرانها ثلاثة أيام فى الأسبوع، محاولة التغلب على غلاء الأسعار والمعيشة بتوفير نفقاتها والتفكير فى البحث عن فرصة عمل وكما وصفت: “في الصعيد البنات معندهمش فرصة يلعبوا”.

نموذج مشابه تجسد في أميرة جمال، التي تركت المنصورة من أجل الحصول على ما يكفيها من ورش ومحاضرات لتنمية موهبتها في مجال الرسم والأشغال اليدوية قائلة: “فكرت أعمل حاجة هاند ميد بالجلود والنحاس والخشب، ونزلت اشتريت الخامات فعلاً.. للأسف اللي عنده موهبة لازم يسيب أهله وييجي هنا ينميها”.

تعيش “أميرة” في سكن طالبات بمنطقة إمبابة، تشكو من فكرة العيش بعيداً عن أسرتها، لكنها لم تجد طريقة أخرى لتحقيق حلمها.