
الأغنية التي تبدأ كلماته بـ«بودعك وبودع الدنيا معك.. جرحتني قتلتني وغفرت لك قسوتك» لم يتوقع أحد أن من كتبها ومن غنتها جمعتهما واحدة من أكبر قصص الحب التي كان يضرب بهما المثال وقتها، والتي كانت بين بليغ حمدي والفنانة وردة الجزائرية، والتي انتهت بتلك الأغنية.
فقد شهد عام 1979 حدثا هز الساحة الفنية، بإنفصال الثنائي بليغ حمدي و وردة الجزائرية بعد زواج استمر لمدة 6 سنوات، بعدما قدما العديد من الأغاني المميزة في تاريخ الغناء العربي وليس المصري فقط.
قصة الحب التي جمعت بين الثنائي بليغ حمدي ووردة الجزائرية قالت عنها الفنانة وردة: «بالرغم من حبّي الكبير لبليغ ونجاحنا في تجاوز العديد من العقبات والأزمات، إلا أنني لم أستطع تجاوز العقبات معه كزوجة، فقد كان دائم السهر وتعدّدت علاقاته العاطفية التي كنت أعرف بعضها وأقرأ البعض منها في الصحف فكان لابد من الانفصال».
فقد كان كما صادف بليغ حمدي حسن الحظ في بداية حياته صادفه سوء الحظ في نهايتها بعد قضيته الشهيرة المتمثلة في انتحار احدى الفتيات بإلقاء نفسها من شرفة منزله في ظروف غامضة، فكان أن اختار بليغ حمدي بإرادته الهجرة الى باريس والتنقل بين العديد من الدول الأوروبية الأخرى طيلة خمس سنوات، كانت سنوات العذاب والألم، والتي تدهورت خلالها حالته الصحية.
وخلال فترة وجود بليغ حمدي في منفاه الاختياري، وفي لحظة تجل فني أخذ بليغ حمدي ورقة وقلما ليكتب مطلع أغنيته الجديد التي اختار عنوانا «بودعك»، والتي كانت آخر ألحانه لعشقه الفني والإنساني الوحيد وردة.
فقد بليغ حمدي الأمل في عودة وردة إليه وثبوت براءته في قضية الفتاة المنتحرة، حتى قرر وهو في أقسى درجات الانهيار النفسي والصحي العودة الى مصر لمواجهة مصيره، حتى تم الحكم ببراءته في قضية الفتاة المنتحرة، إلا أن جرح انفصاله عن وردة ازداد غورا.
وبعد الإنتهاء من كتابة الأغنية، وتوزيع لحنها، بعث بها بليغ حمدي إلى الفنانة وردة، والتي اعتبرتها، عتاب منه، حيث كان قد كتب في خطاب طلاقها “حبيبتي وردة جرحتيني قتلتيني”، حتى اقتنعت بعدها بالكلمات وغنتها، لتبقى تلك الأغنية شاهدة هى واحدة من أجمل قصص الحب التي لم يكتب لها الاستمرار.