أطلقت إحدى الناشطات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك دعوة من أجل التوعية بمرض الصداع النصفي، حيث أسست سارة فرج صفحة عبر الفيس بوك بعنوان “الصداع النصفي في مصر”، ولكن باللغة الانجليزية، والتي نجحت في ثلاثة أيام في جذب 1147 متابعا لمشاركة تجاربهم حول مواجهة نوبات الصداع النصفي.

مصابو الصداع النصفي

وفقًا للموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية فإن شخصا واحدا على الأقل من بين كل سبعة أشخاص بالغين في العالم مصاب بالصداع النصفي، ويحدث في جميع القارات، لكنه يبدو، لأسباب ليست معروفة بعد، أقل شيوعاً نوع ما في الشرق الأقصى، وهو أكثر شيوعاً بما يصل إلى ثلاثة أضعاف في صفوف النساء مقارنة بالرجال.

ويرجع هذا الاختلاف إلى أسباب هرمونية، وقد خضع الصداع النصفي للدراسة على نحو أفضل مقارنة بغيره من اضطرابات الصداع، حيث يبدأ الصداع النصفي في سن البلوغ، ويصيب في المقام الأول الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 45 عاماً، ولكنه قد يصيب من هم أصغر سناً بكثير، بمن فيهم الأطفال.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن اضطرابات الصداع تسبب الألم والعجز وعلى الرغم من ذلك يميل كثير من الناس، بمن فيهم العديد من مهنيي الرعاية الصحية، إلى اعتبار الصداع شكوى بسيطة أو عادية، ولهذا لا تحظى أعباء الصداع البدنية والمعنوية والاجتماعية والاقتصادية إلا بقليل من الاعتراف.

فكرة الصفحة

وقالت سارة فرج الحاصلة على بكالوريوس العلوم والتي تعمل حاليًا في مجال الترجمة العلمية في تصريحات خاصة لـ صدى البلد إنها تعاني من مرض الصداع النصفي وعمرها 8 سنوات، فهي تصارع هذا المرض منذ 22 عامًا، ومرت بالكثير من المواقف السيئة التي لا تنسى بسبب عدم الوعي ليس فقط بين الأفراد ولكن بين العاملين في مجال تقديم الرعاية الطبية ومنها موقف رفضت طوارئ أحد المستشفيات استقبالها، ومرة أخرى لم يسمح لها حتى بالجلوس.

معاناة مرضى الصداع النصفي

“كان نفسي حد يفهمني ويعرف مشكلتي إيه”.. تقول سارة وهي تصف حيرتها وعذابها الجسدي والنفسي وسط دوامة من العلاجات غير المناسبة لحالتها نتيجة لعدم التشخيص الصحيح لمرض الصداع النصفي، فهي قضت سنوات ترتدي نظارة طبية رغم عدم معاناتها من ضعف النظر، كما أنها تناولت أدوية لعلاج الصرع رغم عدم مرضها به، وتتذكر الطبيب المشهور الذي شخص إصابتها أنها بسبب الذكاء ووصف المرض بأنه صداع نابغي العقول، إلا أن عثرت على طبيب في مقتبل العمر أعطاها التشخيص الصحيح لمرض الصداع النصفي.

أسباب إطلاق الصفحة عبر الفيسبوك

عدم التفهم لطبيعة ما عانته سارة من أعراض مريضة مرتبطة بمرض الصداع النصفي كان هو السبب الذي دفعها لإطلاق الصفحة بهدف التوعية، وذلك لمعانتها من التقليل من نوبات الصداع النصفي والتي يشعر بها المريض وحده وأعراضه ليست ظاهرة في البداية، وأبرز هذه الأعراض: التوهان وعدم التركيز والتلعثم وهالة الضوء التي تحيط بعين المريض والقيئ وألم نصفي في الرأس وتوتر من الصوت والروائح والضوء، وتنميل في نصف الجسد.

وتقول سارة: كل حياتي سواء في المدرسة أو الكلية أو بيئة العمل لا يوجد مراعاة لما أعانيه من الآم، لأنه مرض خفي ولا يدرك أحد أبعاده غير مرئية قد تدفع للانسحاب من المناسبات أو الزيارات أو حتى الامتحانات، وهي مأساة للمريض ولكل من حوله لأنه لا يمكن إدراكه لأني لم أتمكن من الاستمرار في أي نشاط رياضي بسبب الألم، وكثيرين أقنعوني بأنني متوهمه هذا الألم أو أنه بسبب الانفعال، وهو من أسباب نوبات الصداع لكنه ليس السبب الوحيد فهو يتأثر بالمؤثرات الجوية والمكانية مثل ارتفاع حرارة الجو والروائح النفاذه، وبعض أنواع الطعام، لذلك من أبسط حقوقي أحمي نفسي”.