

كتب ـ وليد الخفيف
مسلسل خروج الكبار مازال مستمرا يأتينا يوميا باللغة الروسية ، فبعد وداع المانيا والارجنتين بطل النسخة الماضية ووصيفه ، خرج الميتادور الاسباني خائب الرجاء ليدون اسمه مع المغادرين.
لعنة أصحاب الارض تواصلت بمرارتها تؤرق الإسبان أينما رحلوا ، فللمرة الرابعة يعجز خريجو الليجا الاسبانية من المرور عبر بوابة أهل الضيافة، سيناريو الوداع أمام البرازيل وايطاليا وكوريا الجنوبية تكرر بالخسارة من روسيا التي بلغت ربع النهائي لأول مرة في تاريخها.
المباراة المملة التي استهلها الاسبان بهدف من نيران صديقة وادرك في شوطها الاول اصحاب الارض التعادل، لم تحظ برضا الجماهير التي وصفت استحواذ الاسبان بالسلبي ، لتثبت بلاد بوتن ان فكرا جديدا يلوح في افق الساحرة المستديرة مفاده ان الاستحواذ وحده لا يكفي، وان للفاعلية تكتيك سطر في تلك النسخة التي ضربت عرض الحائط بقصة النجم الأوحد امام الاداء الجماعي المنضبط الذي حسم معظم المواجهات.
الشهد والدموع كان في اروقة موسكو ، فالشهد كان من نصيب روسيا وجماهيرها العريضة ، اما الدموع ففاضت من أعين أطفال اسبانيا الذين عولوا على نجومهم آمالا عريضة في معانقة اللقب.
وبشق الانفس نجا الكروات من فخ الدنمارك ، فالتعادل الذي فرض نفسه على اجواء اللقاء الشبيه برقعة تكتيكية بين زلاتكو داليتش وهاريدي انفض من نقطة الترجيح .
وجبة تكتيكية دسمة استمرت لمائة وعشرين دقيقة واستنفدت اربعة تغييرات لاول مرة في تاريخ المونديال، الوجبة الدسمة تكتيكيا اعداها زالاتكو داليتش وهاريدي ، ونفذها على الهواء مباشرة لاعبو الفريقين ، فالأفضلية المتأرجحة عكست تحركات الادوات المتواجدة في مربعات الشطرنج ذي اللون الاخضر.
ركلات الترجيح كانت لها الكلمة الأولى في ليلة التعادلات ، فبعدما منحت الروس حق التواجد في ربع النهائي ، عادت وطلبت ود الكروات ليواصل مودريتش ورفاقه المسير في مونديال المفاجآت .