

يفتتح نور سلطان نزاربايف رئيس كازاخستان بعد غد الأربعاء الدورة السادسة لمؤتمر زعماء العالم والأديان التقليدية الذي يعقد في قصر السلام والمصالحة بمشاركة عدد كبير من الزعماء والشخصيات الدينية والسياسيين والعلماء وممثلين عن المنظمات الدولية، ومن المقرر أن يلقي الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمام المؤتمر كلمة العالم الإسلامي التي من المؤكد أنها ستسهم في ترسيخ مفاهيم الإسلام السامية وتعزيز مبدأ التسامح الذي يعد إحدى ركائز الرسائل السماوية.
يناقش هذا المؤتمر قضايا الشباب والتعليم والإعلام، ودور رجال السياسة والدين في نبذ التطرف والعنف، وكيفية انتشال المنخرطين في أعمال العنف من دوامة التطرف والتركيز على بذل الجهود المشتركة من أجل تجاوز الأحكام المسبقة والجهل والفهم الخاطئ للأديان الأخرى مع التركيز على ما يوحد الأديان ليس على ما يفرقها وإدانة كافة أشكال الإرهاب ومطالبة كافة الأديان بالعمل سويًا لإزالة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب، وذلك من خلال التأكيد على عظمة وكرامة ووحدة الإنسانية.
تأتي استضافة كازاخستان لهذا المؤتمر لتؤكد مجددا على سياساتها الخارجية الساعية نحو دعم السلام والاستقرار والأمن في العالم حيث كانت أول دولة تتخلى عن رابع أكبر ترسانة نووية طواعية قبل 25 عاما من أجل إنقاذ البشرية والعمل على إنشاء عالم خال من الأسلحة النووية وقامت بإغلاق موقع التجارب النووية على أراضيها، وبهذا أصبحت دولة رائدة ونشطة فى مجال نزع السلاح النووي على النطاق العالمي.
وعلاوة علي ذلك، أولت كازاخستان اهتماما كبيرا بدعم الاستقرار في آسيا الوسطي مع التركيز على تحسين الوضع في أفغانستان بهدف التوصل إلى السلام والاستقرار من خلال تقديم مساعدة دولية لدعم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تعزيز بناء قدرات البلاد .
وتعتبر كازاخستان نموذجا للتعايش السلمي حيث يوجد بها ممثلون عن أكثر من 130 مجموعة عرقية تعيش في البلاد حيث يمثل الكازاخ 1ر63% والروس 7ر23% والأوكرانيون 1ر2% والأيغور 4ر1% والتتار 3ر1% والألمان 3ر1% وأعراق أخرى 5ر4% وكل هذه الأقليات العرقية جاءت نتيجة لسياسة التهجير القسري الذي تبناها الرئيس الروسي الأسبق جوزيف ستالين .
وتوقع الكثيرون بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أن تصبح كازاخستان بؤرة للحروب الأهلية والنزاعات العرقية والدينية على غرار ما حدث في يوغسلافيا التي عاشت عدة حروب انفصالية ولكن حكمة سياسة الرئيس الكازاخي نزاربايف حالت دون إراقة الدماء نتيجة لنزاع عرقي أو طائفي حيث تم تأسيس “جمعية شعوب كازاخستان” في مارس 1995 التي كانت بمثابة آلية فعالة لتحقيق التوافق في المصالح بين الأعراق والأجناس المختلفة بالبلاد.
ومرت هذه الجمعية بثلاث مراحل هامة في تطورها حيث أصبحت في المرحلة الأولى في عام 1995 ساحة فريدة يتم في إطارها التفاعل بين الأعراق وتحقيق التوافق بين مصالحها والعمل على تهيئة الظروف، وتوفير الإمكانيات لمناقشة قضايا العلاقات بين القوميات بصراحة وبشكل بناء، بينما قامت الحكومة الكازاخية في المرحلة الثانية بداية من عام 2001 بدعم عمل الجمعية وتوجيهها إلى تنمية ثقافة ولغات الجماعات العرقية .
وتعمل الجمعية في المرحلة الثالثة وهي الحالية على التأكيد على أن أي عرق في كازاخستان مهما كان حجمه، كبيرًا أو صغيرًا يعتبر جزءا مهما من المجتمع الكازاخستاني ولابد أن تحصل كل الأعراق على كافة الإمكانات لتحقيق متطلباتها الروحية والحفاظ على كيانها بالمشاركة في بناء الدولة الكازاخستانية .