

كتب ـ وليد الخفيف
تجرع المنتخب التونسي من نفس الكأس الذي رشف من مرارته شقيقه المصري والمغربي ، فآمال وطموحات العرب في نيل أول نقطة في مونديال روسيا تبددت في الأوقات القاتلة برأسية هاي كين، فهل الحظ العاثر وراء خسارة ثلاثي شمال أفريقيا ؟ أم تراجع درجة التركيز متأثرة بهبوط الكفاءة البدنية ؟ ربما يكون الفارق النوعي الذي منح منافسينا تعاملا أفضل في سيناريو الختام.
ورغم خسارة نسور قرطاج أمام الإنجليز في أمسية خيم فيها الحزن على كل الوجوه العربية ، إلا أن نسور قرطاج قدموا مباراة كبيرة ، إذ تصدت قواتهم ببسالة أمام الهجوم الإنجليزي العنيف من بداية اللقاء ، ثم نجحوا في إدراك التعادل من نقطة الجزاء؛ مسجلين أول هدف للعرب في بلاد بوتن ، وكادت المباراة أن تلفظ أنفاسها الأخيرة والتعادل قائما، غير أن الكرة طلبت ود الأسود الثلاثة؛ لترسم الفرح في لندن ويعتصر الألم قلب الوطن العربي .
وفي منافسات اليوم نفسه حاول منتخب بنما نيل نقطة من أنياب بلجيكا المرشح لمعانقة اللقب ، ففرض عليه التعادل في الشوط الاول غير أن الاجتياح البلجيكي أمطر شباكهم بالثلاثة في الشوط الثاثي ، فالمعدن النفيس للكبار يظهر في الاوقات الصعبة.
وخلت مباراة السويد وكوريا الجنوبية من الإثارة والمتعة مقارنة بباقي المواجهات التي شهدت تنافسا محتدما ، فرغم فوز السويد الذي جاء هدية من حكم الفيديو غير أنه لم يقدم الأداء الذي يعكس نتائجه في التصفيات ، أما الشمشون الكوري فيبدو أنه “شمشون في آسيا فقط” ، لا يرتدي عباءته سوى في أجواء القارة الصفراء ، أما خارجها فيظهر وديعا مروَّضاً بلا أنياب.