

1049 عاما على وضع حجر أساس مدينة القاهرة بيد القائد جوهر الصقلي، لتحتفل القاهرة بعيدها القومي الموافق الخميس 6 يوليو بمؤتمر صحفي يحضره وزراء ومسؤولون وإعلاميون لاستعراض إنجازات عام مضى وخطط مستقبلية لمواكبة، فضلا عن تأدية صلاة الجمعة غدا في مسجد محمد علي بالقلعة، بحضور وزراء ومسؤولون بعد دعوة موجهة من المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة بمناسبة العيد القومي.
ويحتفل المسؤولون في مسجد محمد علي أو مسجد المرمر أو الألبستر -لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدرانه – فالمسجد الذي أنشأه محمد علي باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م على الطراز العثماني، وعلى غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول، كان مكانا دائما للمناسبات والاحتفالات بالمناسبات الدينية السنوية، منذ محمد علي ومرورا بالخديوي عباس حلمي باشا الأول، ومحمد سعيد باشا، وإسماعيل باشا، وتوفيق باشا، حتى الملك فاروق الأول الذي افتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه.
ويقول سامح الزهار خبير الآثار الإسلامية، إن هذا الأمر ليس بجديد على هذا المسجد حيث كانت تنظم فيه الاحتفالات الدينية بشكل رسمي من الدولة مثل “احتفالات شهر رمضان، واحتفالات عيد الفطر، وعيد الأضحى، زالمولد النبوي الشريف، أي أنه كان “المسجد الرسمي للدولة”.
والمسجد شيد في قسم من أرض قصر الأبلق داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وهو حاليا من آثار حي الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاوره داخل القلعة مسجد الناصر قلاوون، وفي خارجها وبالقرب من سور القلعة تقع عدة مساجد أثرية أخرى، وكان محمد علي باشا طلب من المعماري الفرنسي “باسكال كوست” تصميم جامعة بالقلعة سنة 1820م، لكن المشروع توقف. حتى عهد محمد علي باشا سنة 1830م إلى المهندس التركي “يوسف بشناق” ليضع تصميم المسجد، فاقتبس من تصميم مسجد السلطان أحمد بالآستانة المسقط الأفقي بما فيه الصحن والفسقية مع بعض التغييرات الطفيفة. أما المهندس المنفذ فلم يستدل على اسمه، ولكن استدل على اسم بعض مساعديه وبعض الصناع والفنانين ومنهم مساعد له اسمه علي حسين الذي التحق بعمارة المسجد سنة 1842م بوظيفة منظم.
ويؤكد الزهار أن وضع المسجد أفضل بكثير من غيره، وذلك ربما يرجع لأن المسجد مملوك لوزارة الآثار وليس الأوقاف كأغلب المساجد الأثرية، ما يعطي مساحة كبيرة من الاهتمام وعمليات الترميم الدائم دون تداخل السلطات، مشيرا إلى أن احتفال محافظ القاهرة بتأدية صلاة الجمعة في المسجد غدا يعد استمرارا للاحتفالات الرسمية في المسجد.
ويضيف أن أضخم عملية ترميم كانت في عهد فؤاد الأول الذي أمر بإعادة المسجد إلى رونقه القديم بعد أن أصابت جدرانه التشققات بفعل خلل هندسي، كما اهتم فاروق الأول بالمسجد أيضا وافتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه.
أما موقع المسجد فهو يقع في قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، وشرع صلاح الدين الأيوبي في تشييدها فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء، لكنه لم يتمها في حياته، وأتمها السلطان الكامل بن العادل. فكان أول من سكنها هو الملك الكامل واتخذها دارا للملك. واستمرت كذلك حتى عهد محمد علي باشا.