

الجزائر ـ العمانية
أتاح المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، فرصة نادرة لهواة الفن التشكيلي لاكتشاف عشرات الأعمال الفنية لأشهر الفنانين التشكيليين الجزائريين، من خلال معرض يستمر حتى منتصف شهر أغسطس المقبل.
ويؤكد المشرفون على هذه التظاهرة أنّها تهدف إلى إظهار الظروف التي نشأ فيها الفن التشكيلي الجزائري المعاصر، وإبراز مدى تجذره في التراث، وكذا الأسئلة التي تُحرّكه، ومن أهمُّها ثنائية الهوية والأصالة، فضلًا عن الإجابات المختلفة التي يُقدّمها الرسامون عبر إبداعاتهم، وأحيانًا كتاباتهم.
ومن الأعمال المعروضة واحدة بعنوان “قصبة” تمّ إنجازها سنة 1969 من طرف محمد إيسياخم (1928-1985)، ولوحتان للفنان رشيد قريشي (1947) تحمل الأولى عنوان “حلاج”، والثانية “رابعة العدوية” يعود تاريخ إنجازهما إلى سنة 2009.
ويضمُّ المعرض أعمالًا لشكري مسلي (1931-2017)، الذي يُعدُّ أحد أهمّ تلاميذ التشكيلي الجزائري المعروف محمد راسم، فضلًا عن لوحات لمحمد خدة (1930-1991)، ومحمد بوزيد (1929-2014)، وموسى بوردين (1946)، ورشيد جمعي (1947)، ومصطفى فيلالي (1941)، وغيرهم.
ويُشير المنظمون إلى أنّه مع بداية القرن الماضي، وبين الحربين العالميتين، تجرأ بعض الفنانين الجزائريين على ممارسة فن بعيد عن تقاليدهم، على الرغم من إنكار الوسط الفني الاستعماري لهم، حيث أعرب هؤلاء عن رغبة حقيقية في الرسم وعرضه، وقد أجبرتهم البيئة الاستعمارية مدة طويلة على العمل في الظل، وكان الجيل الذي أنتج في خمسينات القرن الماضي، هو من سمح بهذا الترابط الثري للتراث مع القيم الكونية.
وبفضل ذلك، تبلورت حداثة محلية بعناصر التراث المستكشَف من جديد وإعادة إحيائه، وأخرى تمّت استعارتها أو اكتسابها من خلال الاحتكاك بالجماليات والتقنيات الأوروبية.