رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب «زعماء فوق العادة»

 

بادئ ذي بدء، أقدم تهنئتي لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ـ حفظه الله ورعاه ـ وللشعب العماني الأصيل المضياف، بمناسبة الاحتفالات النوفمبرية، العيد الوطني الواحد والخمسين المجيد، داعيا الله أن يديم على جلالة السلطان موفور الصحة والعافية والسعادة، وأن يديم الخير والرخاء والسلام على أرض عمان الطاهرة، وأن ينعم على الشعب العماني بالمحبة والتقدم والرقي، إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب الدعاء.
هي ليست مجرد مقدمة لمقال، لكنها تهنئة أوجبها حبي لهذه الأرض التي أنجبت جلالة السلطان هيثم بن طارق، ومن قبله حبيب القلوب الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه.
أكتب هذه الكلمات لأوضح حقيقة ظاهرة تحدث في عمان، يتعجب منها القاصي والداني، وكل من حُرِمَ العيش على هذه الأرض الخيِّرة، مع هذا الشعب السمح المضياف، هذه الظاهرة تخالف كل ما جبلت عليه البشرية على مر العصور، من أن تتجه العيون والأفئدة إلى كل إطلالة جديدة، ومعها يسدل النسيان ستائره، ويجف حبر الأقلام عن إنصاف وذكر مآثر السابقين، مرددين “عاش الملك .. مات الملك”، لكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك في عمان، وقد أسر قابوس القلوب، معززا هذا الحب بحكمة القائد المفدى جلالة السلطان هيثم، الذي يوجه دفة الوطن إلى كل خير، ضاربا أروع الأمثلة في التحاب والتآخي بين كل العمانيين؛ اعتمادا على ما هو متأصل في نفوسهم ومتجذر في الأفئدة والقلوب، ولا غرو في ذلك، فمنبت الزعيمين واحد، آل سعيد الأكرمين.
منذ أن رحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – بجسده، تاركا روحه الطاهرة ترفرف في كل شبر من أرض السلطنة، بما تركه من رصيد خير، أنا أحد شهوده، هذا الخير الذي – نسأل الله جلت قدرته – أن يكون شفيعا ومؤنسا لروحه الطاهرة، هذا الرحيل الذي أعقبه تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – سلطانًا لعمان يوم 11 يناير 2020، الذي لم يكن فارقا في حياة عمان والعمانيين فقط، لكنه كان يوما فارقا بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره، الذي لمس مدى حب الشعب العماني لقابوس، الذي التف حول قبره وتعاقب عليه وفود العمانيين والمقيمين بالسلطنة، يخملون مصاحفهم ويجلسون بالساعات الطوال يدعون للراحل، بأن يجعل كل ما قدمه قابوس من مآثر لنهضة مباركة امتدت من سبعينات القرن الماضي، إلى أوائل عشرينات القرن الحالي، وقد رأوا إصرار جلالة السلطان هيثم بن طارق بأن تظل صورة الراحل قابوس بن سعيد معلقة بجوار صورته – حفظه الله ورعاه -. يا له من نبل وسمو أخلاق، ليس غريبا عن جلالة السلطان هيثم بن طارق، مقرونا بوفاء عز أن يتكرر في غير الشعب العماني العريق.
وامتدادا لشهادتي على أخلاق الشعب العماني، ووفائهم للراحل قابوس – طيب الله ثراه – أراني مدينا بشهادة أخرى لابد أن أقولها في حق جلالة السلطان هيثم بن طارق، فقد عرفته رجلا متواضعا، عندما رأيته لأول مرة معزوما على ملكة (عقد قران) الأستاذ سليمان الطائي نجل الأستاذ الفاضل محمد بن سليمان الطائي صاحب الامتياز رئيس مجلس الإدارة رئيس تحرير جريدة الوطن، صاحب المؤسسة العمانية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، وقد آثر جلالة السلطان هيثم ـ وقت أن كان وزيرا للتراث والثقافة، ومع إصرار الأستاذ محمد الطائي أن يجلس صاحب السمو في الصفوف الأمامية، إلا أنه آثر أن يجلس في مكان ما بالصفوف الخلفية للمدعوين بعقد القران، الذي حضره سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة ولفيف من أصحاب السمو والمسؤولين والوزراء، وقتها سألت نفسي: أي تواضع هذا الذي أراه من صاحب سمو ، سليل آل سعيد؟!

مرت الأيام، وتعددت رؤيتي لصاحب السمو، في العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية التي كنت مشاركا فيها، صحفيا بالقسم الثقافي والفني بجريدة الوطن العمانية، إلى أن جاء اليوم  الذي تم تكريمي فيه من سموه، وكان مثالا للأدب الجم والأخلاق السامية، وما زلت أحتفظ بشهادتي التقدير اللتين تسلمتهما من سموه، في مناسبتين مختلفتبن، ولا يزال إعزازي وفخري بهما قائما.

الآن وبعد مرور كل هذه الأعوام، وفي مناسبة عظيمة على قلب كل عماني، وكل مقيم على أرض السلطنة، تعود بي الذكريات والأحداث، وما آل إليه الأمر في سلطنة عمان، ليتأكد لي أن جلالة السلطان هيثم بن طارق، خير خلف لخير سلف، بما يؤكد للعالم أجمع، بأن عمان تنجب زعماء فوق العادة.

2021/11/19 4:01م تعليق 0 1041

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب .. «حاكموا عبده موته وشركاه»

      سعدت بمتابعة برنامج "أمسية ثقافية" على فضائية "ماسبيرو زمان"؛ متمردا على مشاهدة برامجي التي اعتدت متابعتها على القنوات الفضائية المصرية الخاصة. أدار الأمسية الفنان القدير محمود مرسي، ومن يعرف محمود مرسي من خلال أعماله الدرامية الرائعة سواء التليفزيونية أو...

إيهاب مباشر يكتب «مشروع حضاري عملاق»

    في مناقشاتنا ومناظراتنا وتحليلاتنا لأي قضية أو مشروع فكري أو تنموي، تتعدد اتجاهاتنا وطرق معالجتنا لها، تبعا لتباين خلفياتنا المسبقة عنها، فمنا من يدلي دلوه على أساس أنه (سمع ورأى)، ومنا من (سمع فقط)، ومنا من (لم يسمع ولم...

إيهاب مباشر يكتب «وعود انتخابية»

  كما أنه لكل زمان دولة ورجال، فلكل حادث حديث، ولغة خطاب الأمس لن تجدي نفعا اليوم، وما مر من أحداث لاعتبارات كثيرة لا داعي لذكرها، لا يمكن أن يمر اليوم، فليس من الحنكة أن أقيس اليوم حدثا بمثيل له...

إيهاب مباشر يكتب “هيبة الدولة وكرامة المعلم”

لا يختلف منصفان على أحقية المعلم في حياة كريمة، أسوة بكثير من المهن التي اصطفت لها الدولة شرائح بعينها من مواطنيها، وإن قدر لنا أن نصل إلى غاية الإنصاف، سنجد أن المعلم له أحقية مطلقة في حياة كريمة تفوق...

إيهاب مباشر يكتب “مَنْ أَمِنَ عِقَابَهُ سَاءَ أَدَبُهُ”

  لخص رامز جلال ـ شبيه هيكتور كوبر ـ في أحد البرامج التي تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي، والبعد عن كل ما اتفق عليه ـ أصحاء البشر من ذوي النفوس البشرية السليمة ـ الانحطاط الذي أصاب مجتمعنا الذي كان ـ...

إيهاب مباشر يكتب «حدائق الإنسان وحرائق الشيطان»

      منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت واقعا معقدا مفروضا - شئنا أم أبينا - لكن ما لا أستطيع تصوره، أنك تنجذب لمحتوى مرئي محترم فتتابعه، ثم تفاجأ أنه - ودون رغبة أو انتباه منك - يتبعه محتوى لا يَمُت للأخلاق بصلة،...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز