يوما ما، سمعت قولا لداعية يحثنا فيه إلى أن نأخذ العلم من عند أقدام العلماء، وهو بذلك يعني لنا الرفعة، بعكس ما يفهم من ظاهر القول، وما أقصده هنا ويقصده الداعية، هو العلم الشرعي، الذي لا ينفصل عن علوم الدنيا في النفع العام والخاص لكافة المتعلمين، وبمن يحيطون بهم.

أسوق هذا القول، ونحن نعيش نفحات الشهر الفضيل، أعاننا الله تعالى على صيامه وقيامه وأمدنا فيه بمدد منه، على أن نكمله على خير، ويتسلمه الله منا على أحسن هيئتنا، وأحسن ما يقدم فيه من عبادات، ويبلغنا فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

أقول: ونحن نتنسم عبق التسامح والغفران وفضائل الشهر الكريم، أتذكر شيخي وأستاذي الجليل الشيخ أحمد مرعي، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ونفعنا وكل تلامذته ومريديه بكل ما تعلمناه منه، إنه تعالى سميع مجيب الدعاء.

وبمناسبة الشهر الكريم وما تقام في لياليه وأيامه من حلق الذكر، وما كان يدعونا فيه – شيخنا الجليل – إلى ترديد ورد «المسبعات» قبيل غروب الشمس في أيام رمضان في جامع «التماروة».

ولتوضيح مفهوم «المسبعات» كما يفهم من المسمى، هي ورد أذكار «سبعة» تكرر «سبع» مرات، بدءا من الفاتحة مرورا بقصار السور من آي الذكر الحكيم، وصولا إلى الختام والصلاة على النبي محمد، عليه وعلى آله أفضل صلاة وأزكى وأتم تسليم.

وكان شيخنا الفاضل – رحمه الله تعالى – يشجع الكبار والصغار على حضور مجالس الذكر التي كان يقيمها في المسجد، فيحضر لنا تمرا أو رطبا، نفطر عليه، ونشرب ماءه الزكي بماء الورد، ثم نقوم إلى صلاة المغرب جماعة، وبعدها ننصرف في حفظ الله ورعايته إلى بيوتنا، وقد غشيتنا الرحمة، وحفتنا الملائكة.

وللحديث عن شيخي الفاضل الجليل وأستاذي ومعلمي الراحل الشيخ “أحمد مرعي” رحمه الله تعالى رحمة واسعة، لحديثي عنه “بقية”، وهو بحق وبشهادة حق أسأل عليها أمام الله جلت قدرته، هو ولي من أولياء الله الصالحين (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) [يونس:62-63].

للحديث بقية ..