رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب «تبرع المحتاجين لأصحاب الملايين»

 

 

لكل منا رؤيته حول ترقبه لقدوم الشهر الفضيل، فمنا من يترقب قدومه ليزيد رصيده من أعمال الخير في الشهر الفضيل، وهو من أولى الفضائل، ومنا من يترقب قدومه لزيادة رواج سلعته، وهو شيء محمود ومشروع، وهم فئة التجار والشركات والمؤسسات التجارية؛ ليشهدوا منافع لهم، ومنهم من يترقب قدومه حتى يضمن زيادة رصيده لرواج سلعته الفنية في شهر الدراما، وهؤلاء وشأنهم إن وقفت استفادتهم عند هذا الحد، إما أن يقتات هؤلاء على دخل المشاريع الخيرية التي تنفذ إعلاناتها، فيكون للممثل فيها نصيب الأسد، فهذا ما يحتاج منا إلى وقفة.
منذ أن هل علينا شهر رمضان الفضيل، ونرى المستشفيات والجمعيات الخيرية، تستقطب نجم شباك من الفنانين – الذي هو بالفعل قد تقاضى الملايين أجرا عن دوره في سباق الدراما الرمضانية – فيطل علينا مناشدا المشاهدين للتبرع لهذا المستشفى أو ذاك وهم كثر، مع العلم أن ما يقوله الممثل في الإعلان من الممكن أن يقوله موظف التسويق في هذه المؤسسات الخيرية والصحية القائمة والناشئة، فنوفر الملايين التي يتقاضاها الممثل دون وجه حق، ولا يغرنكم أن بعض شركات الدعاية تزيل إعلانها، وقد كتبت جملة تشكر فيها الممثل على تبرعه بأجر هذا الإعلان.
وسؤالي هنا، بعد أن تخصم الملايين التي يتقاضاها الممثل جراء ظهوره لبضع ثوان أو دقائق، ماذا يتبقى للمؤسسة الخيرية أو المستشفى المجاني؟! حتى لو تبقى الكثير فهل الممثل أولى بهذه الملايين التي تقاضاها أم المؤسسة الخيرية بمشاريعها أولى؟! وهل نحن نتبرع بزكاتنا وصدقاتنا في شهر رمضان الفضيل وباقي شهور العام، هل نتبرع بها للمؤسسة أم للممثل، الذي هو في غنى عن هذه الملايين وقد تقاضى ملايين أخرى عن عمله الفني؟! هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، ما الداعي لمؤسسة حكومية التي – مالها هو مال الشعب – ما الداعي لأن تنفق الملايين على إعلان لن يقدم أو يؤخر، فهي لديها من الرواج ما يغنيها عن عمل إعلان يظهر فيه الممثل لثوان أو دقائق وتهدر معه الملايين، وما ينطبق على المؤسسات الحكومية، التي أصبحت ربحية بين عشية أو ضحاها، بعد أن كانت خدمية، ما ينطبق على هذه المؤسسات الحكومية التي سنطلق عليها مجازا (خدمية)، ينطبق أيضا على البنوك المعلنة، وهي بطبيعة الحال يضيق عليها الوقت خلال ساعات الدوام اليومي، فيؤجل بعض العملاء معاملاتهم لليوم التالي، فلماذا تحتاج إذن إلى هذه الإعلانات.
سؤالي هنا هل سينطبق على الأموال التي تجمعها المؤسسات جراء الإعلانات، هل ينطبق عليها مصطلح “المال السايب”؟!، وهل هناك جهة حكومية منوط بها محاسبة هذه المؤسسات على هدر “أموال الشعب”؟!. وهل يتبرع المحتاجون لأصحاب الملايين؟!، ننتظر الإجابة عن تساؤلاتنا المشروعة، التي هي ترجمة لكل ما يساور رجل الشارع، ليطمئن قلبه.

2022/04/19 8:52ص تعليق 0 301

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب .. لا خوف عليهم ولا...

عندما فكرت أن أكتب مقالا عن شيخي الفاضل الجليل وأستاذي ومعلمي الراحل الشيخ "أحمد مرعي" رحمه الله تعالى رحمة واسعة - وهو ما أعتبره حقا من حقوقه فهو صاحب فضل علي عظيم - وجدت أن الراحل يطيب المقام به...

إيهاب مباشر يكتب «إعادة تدوير»

      قديما كان يطلق على الصحافة "مهنة البحث عن المتاعب"، لأنه وبالمعنى الصريح للكلمة، كان الصحفي "يطلع عين إللي جابوه" من أجل أن يحصل على سبق يستحق النشر، عندما كانت المنافسة على أشدها، وقت أن كان رئيس القسم يتردد كثيرا،...

إيهاب مباشر يكتب «عندما يصبح المجتمع مرآة الفن...

      فتحنا أعيننا وتفتقت أذهاننا جميعا - من خلال اطلاعنا وبحثنا ومتابعاتنا - على تعريف مختصر للدراما وهي أنها مرآة لما يحدث في المجتمع، بمعنى "الفن مرآة المجتمع"، وزيادة في التوضيح، علمنا تعريفا عاما للدراما بأنها "نوع من الأعمال الأدبية...

إيهاب مباشر يكتب «حدائق الإنسان وحرائق الشيطان»

      منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت واقعا معقدا مفروضا - شئنا أم أبينا - لكن ما لا أستطيع تصوره، أنك تنجذب لمحتوى مرئي محترم فتتابعه، ثم تفاجأ أنه - ودون رغبة أو انتباه منك - يتبعه محتوى لا يَمُت للأخلاق بصلة،...

إيهاب مباشر يكتب «بُحَّ صَوتُنَا»

بُحَّ صَوتُنَا ونحن نحذركم ونحذر القائمين على صناعة الدراما في الثلاثين سنة الأخيرة، من أن ما يبث على شاشات السينما والتليفزيون يمثل جرائم مكتملة الأركان. بُحَّ صَوتُنَا ونحن نستحلفكم بأي شيء بقي لديكم تدركون أو يدرك من حولكم قيمته فيكم،...

إيهاب مباشر يكتب .. لا خوف عليهم ولا...

  يوما ما، سمعت قولا لداعية يحثنا فيه إلى أن نأخذ العلم من عند أقدام العلماء، وهو بذلك يعني لنا الرفعة، بعكس ما يفهم من ظاهر القول، وما أقصده هنا ويقصده الداعية، هو العلم الشرعي، الذي لا ينفصل عن علوم...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز