إن كانت الحروب قادرة على قتل البيوت وتدميرها فلا تستطيع أن تقتل أو تسلب ما فى القلوب، لحظات السعادة التى حلم بها طويلًا الشاب فادي الفلسطينى وانتظر أن تجمعه بعروسه السورية التي هربت من ويلات الحروب لهجمات الإحتلال ومن الموت لموت ودمار، لم يعلم الزوجان أن حلمهما تبدده قذائف الإحتلال الإسرائيلى ويهدم بيتهما الذى خططا سويًا كل ركن فيه ليتحول لأطلال ويعصف القصف الإسرائيلى بكل تفاصيله.
لا يكاد شخص يرتاد مواقع التواصل الإجتماعي، إلا وقد شاهد صورة الشاب العشريني، يجلس حزيناً فوق كومة من الركام والغريب في الصورة وجود فستان “زفاف” أبيض معلق في وسط الدمار.
ولأن الأمل يولد من رحم الأحزان، تفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، عبر مواقع التواصل الإجتماعى وفيسبوك و”إنستجرام” بشكل كبير مع الحدث من خلال إطلاق مبادرات من أفراد وأصحاب مشاريع والتكفل بكافة تكاليف الزفاف.
ضمنت المبادرة الفلسطينية “فستان الزفاف، جهاز العروس من ملابس ومستحضرات تجميل، صيانة منزل الزوجية المُدمر، قاعة الزفاف والفرقة الموسيقية، بدلة العريس، بالإضافة لمبالغ نقدية”.
الحكاية ليست حكاية فادى فقط بل الآلاف مثله من مواطني فلسطين الحبيبة، فادى مشهد وسط حياة شعب باتت مغمسة بالشقاء والألم والتعب والجرح والموت ، كم تحمل هذا الشعب الأبي ويلات الإحتلال كم منهم رأي محو تاريخه الصغير على سطح الأرض، من هدايا وصور من أخوة وأبناء الشهداء منهم والأحياء ،أشياؤهم التى أحبوها وتعلقوا بها رسائل المغتربين من أقاربهم كل التفاصيل اليومية الصغيرة فى حياتهم البائسة كل هذا الألم يمر وسط دهشة وموت ألف مرة.
تفاعل العشرات مع تلك الصورة التي تحمل قصة فريدة ومؤلمة، حيث يعود المنزل للشاب “فادي الغزالي” وقد تضرر بشكل كامل بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بينما كان من المقرر أن يتزوج “فادي” فيه بعد خمسة أيام فقط.
وللعروس قصة خاصة أيضاً، فهي سورية هاربة من الموت إلى الموت، تعرفت على عريسها عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” بقصة حب لـ 8 سنوات متتالية، ثلاث سنوات منها ضاعت في محاولات جلبها إلى القطاع ولم ينجح الأمر إلا منذ أيام قليلة، ليستقبلها الإحتلال بتدمير عش الزوجية.