كيف يصنع البطل النمط
كيف تتعشق أبصارنا أنماط الأبطال وهو مأزق إنساني؛ لأن البطل المحبوب بسلوكه يخلق حدود المتاح في السلوك اليومي، وبالتالي تتفرع عدة اسئلة: من يصنع دراما صناعة البطل؟ لأن البطل المطلوب صورة معينة تلغي وتدين أنماطا أخري تجاوزها الواقع، وبالتالي فإن الابطال ليسوا دوما متفقا عليهم من عموم الناس، بل يتم التوافق عليهم من فئة فاعلة ومؤثرة حتي مع عدم الاعتبار لجودة مقاييسهم، فالبطل الغنائي الذي وجد رواجه في حفلات الساحل الشمالي خاصة مع وجود شريحة اجتماعية يتم التغاضي عنهم بحكم المكانة الاجتماعية لذويهم، وان كنا نشك أن جزءا منهم سينسحب قريبا من تلك الشريحة خاصة مع ارتفاع نسبة التضخم العالمي،علاوة علي استحكام الأزمة حيث اضطرت الدول لفكرة تقنين حيتان القطاع الخاص، وكذلك اضطرار المخابرات العالمية للتقليل من أنشطة مناطق الاقتصاد الرمادية حول العالم، خاصة مع الاصطدام مع قوي الأصولية بأطيافها الثلاثة والتي مولت كيانات الميلشيات التي تهدد سلطة الدول عبر العالم، وهذا سيؤدي بنا لطرح مفهوم العولمة، وهو امر له عودة.
ولكننا هنا بصدد نماذج صنع البطل كصورة قياسية، وهنا الروافد تتعدد من أقصي اليمين إلى أقصي اليسار، بدءا من الجماعات الأصولية المغلقة، مرورا بالمجتمعات العشوائية التي تعاني الفقر، حتي أقصي درجات العبث الناتج عن فائض الثروة الطفيلية، ودور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك السينما، وذلك من حيث مفهوم الثقافة والصراع ومستلزمات العلم الجديد وقدرته علي صنع أدبيات جديدة له، وهو ما سنوضحه تباعا
حفظ الله مصر