الصورة والإسقاط
يأتي مفهوم التحليل الثقافي كمدخل رئيسي لقراءة المشهد الذي انحصر أجرائيا في مفهوم الجريمة، خاصة مع حظر النشر كي تتم محاصرة التداعيات السياسية للحدث، خاصة وأن شبكات الإسلام السياسي قد صنعت منها ركيزة أساسية في خطابها الانتقادي اليومي، ولكن ما نريد طرحه هنا هي رحلة في عقل القاتل وليس نفسه، والفارق هنا في معطيات العقل التي يصنعها الواقع، أما النفس فهي معطي غير مكتمل الملامح، لا يعلم سره إلا الله، وبذلك يتم خلق مبرر لوأد الموضوع أن النفس جزء من اللاوعي وبذلك تنتفي المسئولية.
فكرة الامتلاك كمحرك سلوكي للقاتل من أين جاءت، وبالتالي كيف خلق مسلمات نفسية؛ أدت به لذلك الفعل الذي بؤره البعض، كنوع من إسقاط نفسي لأزمات عدم التحقق في الواقع لمركب قهر الآخر، ومن أضعف من المرأة في الوعي الشعبي بحكم استدعاء النماذج المشوهة كصاحبة يوسف أو زوجة لوط، وكذلك إعادة إنتاج مفهوم القوامة من زاوية القهر، بدلا من إنتاج علاقات وبدائل مشتركة؛ لخلق بنية مجتمع تتكافأ فيه المرأة والرجل، فلا فضل لقشرة الثمرة الصلب علي لبها اللين، إلا وظيفة الحماية، لا القهر.
لا نسعي هنا لخلق مبرر بقدر محاولة فرز الأوراق؛ حتي لا تخلط في مداولات الرأي العام التي تعكس مدي التشتت في طبيعة العقل الجمعي المصري، وهو ما استدعي الحوار الوطني الذي حان وقته.
حفظ الله مصر.