جاء مقتل الطالبة نيرة، تلك الفتاة التي سفك دمها ذكر انتصر لكرامته، بعد أن رفضته فتاة جميلة، وهما في مرحلة جامعية واحدة، ولكن هناك عدة ملاحظات جاءت من سياق عرض الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم التركيز علي صورة الفتاة وهي في كامل زينتها، مرتدية بنطالا ، جزء منه ممزق؛ ليتم تسويق فكرة تصنيف لا أخلاقي للفتاة؛ كي تسهل إدانتها، وتلك الحالة قد تكررت مع الفتاة سمر التي استشهدت ٢٠١١، خلال ثورة ٢٥ يناير، وهنا نوع من الذكاء التسويقي لشبكات معينة علي أرضية الصراع الافتراضي، وطريقة العرض هذه على الرغم من عدم إدانة مظهرها لدي غالبية الشعب المصري الحقيقي الذي يري أن الدين الحقيقي سلوك أخلاقي ملتزم، ولعل طبيعة التسويق تلك، أدت لإظهار عدد من العيوب الهيكلية في وعي الشعب المصري، حيث أراد البعض إسقاط أزمته في انحسار سلطانه لدي الرأي العام، مستغلا تلك الحادثة؛ فجاءت التعليقات التي تعكس في النهاية، نمطا ثقافيا يتم بناء السياسات الثقافية في بلاد تقدر أن الثقافة سلاح رئيسي لمقاومة الإرهاب، فجاءت التعليقات أنها مدانة بحكم أنها لم تنتقب؛ حتي لا يطمع من في قلبه مرض، وهو حق أريد به باطل، وهنا مدخل مبرر لدي ذلك التيار بفوضي ولا اخلاقية ذلك العالم الذي أسقطهم سياسيا، ولم يعقبوا علي منتقبات لسن على مستوي مدلول زيهن الأخلاقي. وهم في النهاية يروجون لدينا المفهوم الاجتماعي للدين كما روجه متأخرو الحنابلة، وبالتالي جاءت حادثة مقتل نيرة لإبراز أسوأ مافينا، وليعكس مدي التشوه الأخلاقي الذي أصابنا.
هنا ذلك الاجتزاء حيث استدعي تبرجها ولم يستدعوا غض بصره، وكأن التبرير لجريمة واضحة، نوع الازدواجية الفكرية التي يمارسها كثيرون منا.
ولعل البحث عن العلة لدي علماء الاجتماع قد تم تجاوزه في العالم الحقيقي، ولكن تحليل تلك ثقافيا يخلق ضرورة طرح استراتيجية ثقافية لتجاوز أزمة ذلك الضياع الفكري الذي يعكس حروب الهويات الذي يضيع جهود التنمية.
يتبع ..