تستعد الولايات المتحدة لحرب مفتوحة في سورية بعد إعلان إدارة ترامب هذا الأسبوع بأن القوات الأمريكية ستبقى على الأراضي السورية طالما أن إيران لم ترحل عنها.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الاثنين “لن نرحل طالما أن القوات الإيرانية باقية خارج حدودها، وهذا يشمل حلفاء إيران والمجموعات المسلحة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول أميركي إلى وجود أميركي طويل الأمد على الأراضي السورية، إذ نشرت واشنطن حوالى ألفي جندي في إطار حملة مكافحة تنظيم داعش في يناير، بعدما كان البنتاغون قد أعلن أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سورية “طالما لزم الأمر لمنع أي عودة لداعش”، و لكنها المرة الأولى التي يكون فيها رحيل القوات الأميركية مرتبط بشكل مباشر بوجود جنود إيرانيين وموالين لإيران في سورية، الأمر الذي يغير طبيعة التدخل في سورية، والمبرر شرعياً بمكافحة الإرهابيين لحرب غير مباشرة ضد إيران.
ويثير احتمال أن تكون الحرب مفتوحة قلق فرنسا بشكل خاص والتي حذر وزير خارجيتها جان إيف لودريان، الاثنين من أن المنطقة المحيطة بسورية يمكن أن تشهد “حرباً دائمة” إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد، وأضاف لودريان “هناك اليوم خمسة جيوش تتواجه في سورية، والحوادث الأخيرة تظهر أن خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي”.
وإلى جانب خطر حصول خلافات داخل التحالف الدولي لمكافحة الإرهابيين الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يشن العمليات في شمال سورية بالتعاون مع قوات سورية الديموقراطية، قسد، وهي تحالف كردي عربي تدعمه واشنطن، فإن هذا التحول الاستراتيجي يعتبر خطيراً كما يؤكد الباحث في مركز راند كوربوريشن، أندرو باراسيليتي، الذي قال “السياسة الأميركية تقوم الآن على أساس البقاء في سورية طالما أن إيران باقية في هذا البلد، ولا يبدو أن إيران على عجلة للرحيل، وبالتالي هناك خطر حصول تصعيد أو حوادث مع الجيش الروسي كما حصل الأسبوع الماضي مع إسرائيل”.
