كتب ـ محمد سعد
أكد الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن المسلمين،أصبحوا جزء لا يتجزء من النسيج الاجتماعي و الديني و الثقافي للمجتمعات الأوروبية، وأن التشريعات الأوروبية، ودولها تضمن للمسلمين ممارستهم لشعائرهم التعبدية دون قيد او اكراه، وأن أوروبا ليست في حرب مع الإسلام أو المسلمين وأن إعلام جماعات التوظيف السياسي للإسلام تريد تسويق هذا الخطاب لإشعال نار الفتن بين المسلمين و باقي المكونات الدينية الأخرى.
أضاف البشاري، في محاضرته خلال الندوة العلمية التي نظمها المركز الألباني للفكر و الحضارة الإسلامية بالتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة تحت عنوان ” مسلمو أوروبا و التحديات المستقبلية”، أن المسلمين في أوروبا يتعرضون منذ أشهر لحملة تشويه ممنهجة من اليمين المتطرف، فهم أكثر المتضررين من التفجيرات التي يقوم بها المتطرفون بإسم الإسلام داخل أوروبا، وأن التهميش الاجتماعي و البطالة والعنصرية في أوروبا من الأسباب التي تجعل الشباب يعيش أزمة هوية و انتماء تسهل الطريق للجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب المسلم، و تجنيده في جماعات الاخوان و القتال.
أشار البشاري إلى أن “الإخوان” وغيرهم من الجماعات وسائل متعددة من مؤتمرات و ندوات و دورات و الإنترنت، والتي تعتنق فكرها في اختراق المجتمع المسلم، وتغذية الأفكار العنيفة.. موضحا أن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعنصرية الإسلاموفوبيا (التخويف من الإسلام) والعنصرية، كلها أسباب تساهم في ارتفاع وتيرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وأن المسؤولية مشتركة في التحاق أبناء المسلمين في جماعات العنف لأسباب من بينها ضعف التأطير الديني ، وخطاب مسجدي خارج الزمان و المكان و لا يستوفي من غرض ترشيد الشباب ، وانتهاج بعض الدول الأروبية السياسة الأمنية في محاربة التطرّف دون الأخذ بالأدوات الأخرى لمحاربته كتكوين الأئمة و الخطباء.
وطرح البشاري ما اعتبره الإشكالية الحقيقية الآن والتي تتمثل في أن المسلمين الآن في موقف لا يحسدون عليه داخل المجتمعات الأوروبية. فمن ناحية يرى العديد من الساسة الأوروبيين أن المسلمين لا يبذلون الكثير من الجهود لمحاربة الإرهاب، ومن ناحية أخرى يرى المسلمون أن حقهم مغبون، ولا يتم الأخذ برأيهم أو استشارتهم في الحرب على الإرهاب، ولحل هذه الإشكالية لابد من عقد شراكة وثقة بين الحكومات الأوربية و المؤسسات الإسلامية المعتدلة من أجل مكافحة الإرهاب و المتطرفين ، لأن هدف الإرهابيين هو إحداث إنقسام في المجتمع و”علينا فعل شيء لمواجهة ذلك” قبل فوات الأوان.
و في آخر كلمته تحدث الدكتور البشاري عن أسباب و أهداف تاسيس المجلس العلمي للمجتمعات المسلمة و خاصة تعزيز قيم المواطنة و حث المسلمين المشاركة في بناء بلدانها، والتأكيد على الولاء للأوطان و حث المسلمين على الإصطفاف مع قضايا بلدانهم، وإعلان الحرب على الأفكار الدخيلة على الدين الإسلامي الحنيف الداعية إلى الفتن و القتل و التخريب.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة عقدت مساء الجمعة، بفندق تيران الدولي ،بحضور سفراء دول أوروبية و عربية من بينها فرنسا النمسا الاتحاد الأوروبي، ومصر، وفلسطين ، وسفراء ألبانيا بدول أوروبية و عربية و اساتذة جامعيين و مختصين و إعلاميين.