كتبت – دعاء خليفة
قررت إيران، اليوم الأحد، إلغاء تأشيرات الدخول بالنسبة لمواطني سلطنة عمان إلى أراضيها، فيما أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استدعاء وزارة الخارجية الإماراتي في طهران، في الوقت الذي قال الرئيس حسن روحاني، إن بلاده مستعدة لمواجهة أميركا وحلفائها من الدول العربية الخليجية بعد يوم من هجوم على عرض عسكري أسفر عن سقوط 29 قتيلا بينهم 12 من أفراد الحرس الثوري.
واتهم روحاني في تصريحاته الذي أدلى بها اليوم ،دولا خليجية عربية تدعمها الولايات المتحدة بتقديم الدعم المالي والعسكري لجماعات مناهضة للحكومة تنحدر من أصول عربية.
وقال روحاني: إن “أميركا تتصرف بتنمر مع بقية العالم، ومعتقد أن بإمكانها التصرف استنادا إلى القوة الغاشمة ولكن شعبنا سيقاوم والحكومة مستعدة لمواجهتها ، و سنتغلب على هذا الوضع وأميركا ستندم على اختيار الطريق الخطأ فهي تريد زعزعة الأمن، وإثارة الاضطرابات في بلادنا لتتمكن من العودة للبلاد، لكن هذه أوهام غير واقعية ولن يحققوا غاياتهم أبدا“.
وتابع روحاني قائلا : إن “الدول الدمى الصغيرة في المنطقة تدعمها أميركا.. والولايات المتحدة تحرضها وتزودها بكل الإمكانات اللازمة ،وردنا سيأتي في إطار القانون “.
واختتم قائلا: إن “سنتغلب على هذه العقوبات بأقل التكاليف الممكنة وسنجعل أميركا تندم على عدوانيتها تجاه الدول الأخرى خاصة إيران”.
وكان روحاني وراء صياغة الاتفاق النووي لعام 2015 الذي بدأ فترة انفراج مشوب بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق في أيار/مايو الماضي.
ومنذ انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران تهدف إلى عزلها وإجبارها على التفاوض على قيود أكثر صرامة على برامجها النووية والصاروخية لكن إيران استبعدت ذلك.
وتتنافس إيران والسعودية المتحالفة مع أميركا على بسط النفوذ في الشرق الأوسط، وتساند القوتان الإقليميتان أطرافا مختلفة في الصراعات الدائرة في اليمن وسورية وتدعمان جماعات مختلفة في العراق ولبنان.
و كان الهجوم على العرض العسكري في مدينة الأهواز في جنوب غرب البلاد من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، القوة العسكرية القوية في إيران، ومن شأنه تصعيد التوتر مع السعودية.
كما أعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم،وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني.
ومن جانبه أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها، وقتل المهاجمون الأربعة الذين نفذوا الهجوم.
وفي سياق الإجراءات الإيرانية، أعلن سفير إيران في مسقط، محمد رضا نوري شاهرودي، اليوم ، عن إلغاء بلاده تأشيرات الدخول، بالنسبة لمواطني سلطنة عمان.
وقال شاهرودي في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، إن “مجلس الوزراء الإيراني قرر إلغاء تأشيرات الدخول من جانب واحد عن المواطنين العُمانيين الراغبين في زيارة إيران”.
وأوضح شاهرودي أن “مجلس الوزراء تنازل عن تأشيرة الدخول من جانب واحد، من أجل تشجيع المواطنين العمانيين على زيارة إيران”، مضيفا أنه من المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ في الأيام العشرة المقبلة.
كما أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استدعاء وزارة الخارجية للقائم بالأعمال الإماراتي في طهران.
الجدير بالذكر أن استدعاء القائم بالأعمال الإماراتي من طرف الخارجية الإيرانية على خلفية تصريحات لمسؤولين إماراتيين اعتبرتها طهران “دعما للجريمة الإرهابية في الأهواز”.
وقال الأكاديمي الإماراتي، خليفة بن زايد آل نهيان، على حسابه في “تويتر”، قال إن “الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا ليس عملا إرهابيا لأنه ضرب هدفا عسكريا”.
كما واستدعت الخارجية الإيرانية، مساء السبت، سفیري هولندا والدنمارك والقائم بالأعمال البریطاني في طهران، وأبلغتهم “احتجاج إیران الشدید على حادثة الأهواز، ومنح حكومات الدول الثلاث ملاذات لمجموعات إيرانية معارضة تمارس الإرهاب”.