موزة بن خادم: اختياري لرحلة المقيظ في التراث الثقافي الإماراتي موضوعا لكتابي يعود لأهمية هذه الرحلة في ذاكرة الزمان والمكان والإنسان في الإمارات
الشارقة ـ آمال إيزة
وقعت الكاتبة و الباحثة الإماراتية الدكتورة موزة محمد بن خادم كتابها الموسوم “رحلة المقيظ في التراث الثقافي الإماراتي” ضمن سلسلة فعاليات توقيع وإطلاقات الكتب الجديدة والمرتبطة بمكونات الموروث الثقافي، التي احتضنها المقهى الثقافي و الكتاب من إصدارات معهد الشارقة للتراث، وقد شهد مراسيم حفل التوقيع حضور لفيف من عشاق الموروث الثقافي الإماراتي، والذين حرصوا على اقتناء نسختهم الممهورة بتوقيع الباحثة المبدعة و الحريصة على كل نقطة و معلومة تكتبها أو تبحث عنها وظهر ذلك جليا من خلال مناقشتنا ودردشتنا معها بعد توقيع كتابها حيث أكدت لنا أنها اكتسبت خبرات من أساتذة جزائريين درسوا بجامعة الشارقة في مجال علوم اللغة العربية القديمة و المعاصرة و تعرفت من خلالهم على إخوة عرب وصلوا إلى مراتب من العلم والثقافة و التمكن من اللغة العربية و آدابها مع الأخذ بالآداب العالمية الأجنبية الغربية حيث وجهت لهم تحية بالمناسبة و لكل الشعب الجزائري و تمنت أن تتاح لها الفرصة لزيارة الجزائر و المشاركة في ملتقيات دولية و فعاليات قريبا .
بذات السياق تقدمت الدكتورة موزة بن خادم بشكرها وتقديرها للمجهودات التي يبذلها معهد الشارقة للتراث و أشارت في حديثها للدور المثمر الذي يلعبه من خلال دعم فكرة الكتاب وتطويره وإخراجه بالصورة اللائقة بجمال التراث الإماراتي وأهميته، منوهة بذات الشأن قائلة : “إن قصة الكتاب بدأت عندما قمت بإعداده كبحث مقدم للحصول على شهادة الدبلوم في التراث الثقافي من المعهد، وبإشراف ومتابعة من د. صالح هويدي، لينشر على صفحات عدة لاحقاً في مجلة الموروث الصادرة من المعهد أيضاً، ومن ثم لقي موضوع الكتاب المزيد من الزخم والاحتفاء عبر طباعته ونشره في إصدار مستقل”، وأشارت إلى أن سبب اختيارها لرحلة المقيظ في التراث الثقافي الإماراتي كموضوع لكتابها يعود إلى أهمية هذه الرحلة في ذاكرة الزمان والمكان والإنسان في الإمارات، وارتباطها قديماً ببدايات موسم الصيف وتزايد درجات الحرارة وتغير الأجواء وصعوبة الطقس في تلك الفترة، وغياب معظم الرجال بسبب سفرهم بعيداً في رحلة الغوص الموسمية، لذا جاء الكتاب توثيقاً لهذه الرحلة السنوية المليئة بتفاصيل مهمة الانتقال براً من السواحل عبر الصحراء الإماراتية وصولاً إلى الوديان والواحات والجبال والتمتع بأفياء أشجار النخيل والفواكه، وباستخدام قوافل الإبل والسيارات القديمة.
لذا فقد كان الهدف الرئيسي من هذه الرحلة الهرب من شدة الحرارة والرطوبة فقد كان الجو خانقا بسبب المباني التي كانت مصنوعة من الطوب و الإسمنت وأجل أيضا من الحصول على ملاذ للاستجمام والراحة من ناحية وتعزيز التواصل كنوع من التلاقح الحضاري مع أهالي وسكان تلك المناطق من ناحية أخرى .
وكانت التحضيرات تدوم 3 أشهر تقريبا من أجل التواصل و العدة أي الزاد الذي يأخذونه معهم كما أشارت الأستاذة و الباحثة موزة بن خادم إلى الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في كيفية تنظيم الرحلة التي تنطلق بقوافل وجماعات و أسر وذكرت أيضا الصفات التي يتسم بها منظم الرحلة ” المهارة و الثقة و الأمانة ” مثل المرشد السياحي و منهم من تتوفر لديه مجموعة من الجمال للتنقل بالرحلة .
وتجدر بنا الإشارة أن الكاتبة لها إصدار أول يحمل عنوان ” المكان و الزمان عند شعراء الربطة القلمية – دراسة نقدية ” عن دار الأندلس للنشر 2008 وكان هذا الإصدار بالتخصص ووقعته الكاتبة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب وشاركت به في العديد من الفعاليات و عن هذا الإصدار الذي شاركت به بأيام الشارقة التراثية و لديها إصدار أخر في طور الإنجاز وهو حول توظيف التراث الثقافي في الشعر الإماراتي المعاصر و الدراسة هي من 1980 إلى غاية 2020 .
والكاتبة حازت عدة تكريمات و جوائز منها تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ضمن كوكبة من المتفوقين أكاديميا على مستوى الدولة 2017 و جائزة التفوق العلمي من جامعة الشارقة عن الدفعة السابعة عشرة في ربيع 2016-2017، جائزة خليفة بن زايد للمعلم 2003 و جائزة ملتقى البحث العلمي من جامعة الشارقة لعام 2017 و ذلك لفوز الماجيستير و هي حاليا تحضر لمناقشة الدكتوراه و لديها مشروع بحث و إصدار جديد في الأفق.
