رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

مرام محمد تكتب “الآنسة D..”

 

لم أعد أفهم شيئا، تلبد لساني عن النطق، وارتجف قلبي من تضارب نبضاته، فحقا لم أعد أرغب في القدوم إلى هنا، فالجميع فقد عقله، أصبحت الأذهان غارقة في ظلام اللاعودة، كل منهم له روحان تناقضان بعضهما البعض، روح تنادي بالحرية والكف عن قمعها والاستقلالية وترفض العنصرية الذكورية، وروح تنادي نفسها ب”كريمة الثاني، الآنسة D”

الجميع هنا يغرقون في الجهل يوما بعد يوم، يدعون أنهم يسيرون خلف تيار العادات والتقاليد، ولكنهم في الحقيقة يعيشون وهم هذه التقاليد.

وكان آخر ما أدهشني عند قدومي هنا، هو قراءتي لبيانات بطاقة دعوة لحفل زفاف، حقا لم أجد اسم العروسة! فسألت من حولي: ما هو اسم العروسة؟ ليجيبوني.. “الآنسة D”!!

الحياة هنا تسير على وتيرة “التناقض ثم التناقض” فتجد العروسة لا يذكر اسمها في بطاقة دعوة حفل زفافها “من مبدأ اللا مبدأ”.. وفِي المقابل تجدها تتمايل وتتراقص في الحفل على دقات الطبول أمام المئات من الحضور، الرجال قبل النساء، كما لا تستطيع أن تحدد هويتها أو معالمها بسبب تلطخ وجهها بمساحيق التجميل، أليس هذا كله حراما؟!

الكثير من الرجال يمتنعون عن مناداة أمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم بأسمائهم، لينادونهم بأسماء مستعارة مثل “أم أحمد”، أو “الحاجة” أو “أم العيال”، أو “البيت”.. حتى عندما تتوفى المرأة يستكثرون عليها اسمها، فيقولون توفيت ابنة فلان، زوجة فلان، أم فلان، فعلى من تزايدون، فإذا كنتم تخجلون من اسماء نسائكم، اخجلوا أولا من جهل ودونية عقولكم.

ويدعي بعض الرجال أنهم يمتنعون عن ذكر اسم المرأة لعدة أسباب منها، أنه محرم في الإسلام، على الرغم من أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، كان ينادي زوجاته وبناته بأسمائهن أمام الجميع في وقتهم، فهل نساؤكم أعظم من نساء الرسول عليه السلام؟!
وفصيل آخر من الرجال يدعون أنهم مهتمون بالحفاظ على كرامتها وكرامتهم من وحوش الغابة المفترسين!!.
فهل نسيتم أن أمثالكم الوحوش الحقيقيون الذين تجعلوني أقول يوما بعد يوم، “انه مافيش فايدة”…

فلابد وأن أذكركم بأن اسم المرأة يذكر منذ طفولتها في المدرسة، والجامعة، والعمل، والمستشفى، والمعاملات الروتينية اليومية في مختلف المنشآت، فدعوني أفاجئكم بأن من يتعامل فيها مع نسائكم رجال ورجال.

فليس على المرأة أن تخجل من اسمها، بل يجب أن تخجل من أنها قبلت أن يتواجد في حياتها شخص لا يعترف بوجودها، ركنها بجانب الحيط، وأعطاها رمز تشفير “D”.

المرأة لها شخصيتها وكيانها الذي تستطيع أن تحقق به كل شيء، وليس ما يحدد شخصيتها هو الانتماء لرجل كتابع له، المرأة ليست بتابع، ولا ملك لأحد، اسمها ليس بعار، بل أنتَ وعقلك العقيم العار الحقيقي.

2019/07/21 8:47م تعليق 0 929

ذات صلة

مرام محمد تكتب “خد بالباقي “بنبون”

كان حساب الفاكهة طبقا لما أخبرني البائع 24 جنيها ونصف ..دسست في يده 25 جنيها ..وبعد لحظات تطلع إلي في تساؤل: فيه حاجة يا أستاذة ؟ ‎فقلت له بهدوء :الباقي ؟ فرد مستغربا :باقي ايه؟! ‎قلت أيضا بهدوء :فيه نص جنيه...

مرام محمد تكتب «رغبة إنسانية أم غاية شيطانية؟!»

      تفرد الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بنعمة العقل، التي مكنته من التفكر والتأمل والتدبر، وساعدته على التحليل والتفسير والتطوير، وأرشدته للطريق، وكانت سبب خلاصه من البدائية والرجعية، فلولا هذه النعمة ما كنا وصلنا اليوم إلى هذه الحداثة البراقة...

مرام محمد تكتب “شباب .. خارج نطاق الخدمة”

تقدم ونماء الدول بشبابها، حيث أنهم هم الفئة المنتجة بأي مجتمع طبيعي، وتتميز مصر بأن الفئة الغالبة بها هي فئة الشباب المتقاعد، ولأننا دائما نسير عكس التيار فنجد أن كبار السن هم من يحفرون في الصخر ليشقوا الطريق. فمعظم...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز