رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

مرام محمد تكتب “خد بالباقي “بنبون”

كان حساب الفاكهة طبقا لما أخبرني البائع 24 جنيها ونصف ..دسست في يده 25 جنيها ..وبعد لحظات تطلع إلي في تساؤل: فيه حاجة يا أستاذة ؟

‎فقلت له بهدوء :الباقي ؟ فرد مستغربا :باقي ايه؟!

‎قلت أيضا بهدوء :فيه نص جنيه باقي ..

‎توحشت نظرات اﻻستغراب في عينيه..

‎وبعد لحظات من الصمت قال :مفيش فكه..

‎قلت: ماشي اعطيني حاجة بما يوازي النص جنيه..!

‎تتحول نظرات اﻻستغراب في عينيه الى استهجان..ربما ازدراء.. ثم قال: مفيش حاجة بنص جنيه..

‎قلت بنفس الهدوء: طيب افتح الدرج اكيد هتلاقي نص جنيه..

‎سحب الدرج.. ووجد انصاف جنيهات وليس نصف جنيه.. وألقى به في يدي شذرا..

‎يقينا أبدو في عيني هذا التاجر “زبونة سيئة “.. تهدر كرامتها علشان “نص جنيه”.. هذا ﻻيعنيني..هو ايضا يبدو في عيني “تاجرا غير أمين”.. لديه “فكة ”

وينكر.. ويظن ان الخجل وكبريائي اﻻجتماعي سيحوﻻن دون ان اطالب  بحقي حتى لو كان تافها.

‎كمستهلك لست مجبرا على قبول خداعي “عيني عينك”.. فمن حقي أن توفر لي المتبقي من أموالي المدفوعة.. ووظيفتك كتاجر هي أن تحل هذه المشكلة.. إلا إذا كنت تتظاهر بعدم امتلاكك “للفراطة” من أجل الحصول على مصدر آخر للربح الخفي.

‎وخلال عام ٢٠١٧ قامت مصلحة سك العملة، بسك جميع فئات العملة المعدنية المتداولة وشملت سك 51 مليون قرص معدني فئة الجنيه و26 مليون قرص معدني فئة 50 قرش و91 ألف قرص معدني فئة 25 قرش وهذا حسب الخطة المدرجة وطبقًا لاحتياج السوق.

‎ولحل أزمة نقص “الفكة” في مصر، لابد من التوسع في طباعة فئات من الجنيه المصري كالخمسة والعشرين قرشا، والتي يعاني السوق من نقص حاد فيها. كما ينبغي من مواجهة سوء توزيع “الفكة” في بعض المحافظات وخاصة المناطق النائية. كما يمكن الاستعانة “بماكينات الفكة” في بعض المناطق والتي بدورها تقوم بتحويل العملات الورقية إلى أخرى معدنية. وتقوم الان وزارة المالية بإجراء تجارب تشغيل عدد من ماكينات الصراف الآلي التي تتيح للمواطنين الحصول علي عملات معدنية مقابل عملات ورقية (ماكينات الفكة). وستقوم بتغيير العملات الورقية من فئات الـ 5 و10 و20 جنيها الى عملات معدنية فئات الـجنيه والخمسيـن قرشا.

‎البعض منا يخجل في المطالبة بالمتبقي من جنيهاته.. وذلك بمبدأ دفع مئات الجنيهات.. وليس من الضروري أن يدقق في “الجنيه” المتبقي له حفاظا على “بريستيجه” أمام البلهاء المخدوعين مثله.. ومثل هؤلاء يكونون وجبة لذيذة تزيد من شراهة البائعين على الاستمرار في التفشي في هذه الظاهرة. فالجميع صامتون وغير مبالين بما يحدث راضين بالأمر الواقع الذي هم السبب الرئيسي فيه. فمثلما ارتضوا لهذا الأمر، ارتضوا أيضا عندما كانوا يحصلون على “علكة وبونبون” كجزأ من أموالهم المتبقية.. لتظهر عملة جديدة في مصر.. “عملة البونبون”.

2019/07/09 2:40م تعليق 0 966

ذات صلة

مرام محمد تكتب «رغبة إنسانية أم غاية شيطانية؟!»

      تفرد الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بنعمة العقل، التي مكنته من التفكر والتأمل والتدبر، وساعدته على التحليل والتفسير والتطوير، وأرشدته للطريق، وكانت سبب خلاصه من البدائية والرجعية، فلولا هذه النعمة ما كنا وصلنا اليوم إلى هذه الحداثة البراقة...

مرام محمد تكتب “الآنسة D..”

  لم أعد أفهم شيئا، تلبد لساني عن النطق، وارتجف قلبي من تضارب نبضاته، فحقا لم أعد أرغب في القدوم إلى هنا، فالجميع فقد عقله، أصبحت الأذهان غارقة في ظلام اللاعودة، كل منهم له روحان تناقضان بعضهما البعض، روح تنادي...

مرام محمد تكتب “شباب .. خارج نطاق الخدمة”

تقدم ونماء الدول بشبابها، حيث أنهم هم الفئة المنتجة بأي مجتمع طبيعي، وتتميز مصر بأن الفئة الغالبة بها هي فئة الشباب المتقاعد، ولأننا دائما نسير عكس التيار فنجد أن كبار السن هم من يحفرون في الصخر ليشقوا الطريق. فمعظم...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز