أشباه الموصلات التناظرية، أو الرقائق التناظرية، هي إحدى المعدات الضرورية للتصنيع في العصر الرقمي، وهي أحد القطاعات التي تأثرت باختناقات سلاسل التوريد لهذا العالم.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عانت شركات التكنولوجيا من اختناقات سلسلة التوريد لهذا العام بدءاً من أيفون وحتى فورد إف -150، والتي أثر عليها بشكل خاص النقص الحاد بالرقائق التناظرية.
وتعالج الرقائق التناظرية المعلومات الواردة حول درجة الحرارة والصوت والتيار الكهربائي كأنها تقيس تأثيرها على الإنسان بواسطة مقياس يضم العديد من التدرجات اللونية.
وشركة تكساس إنسترومنتس والمعروفة ب TI ومقرها دالاس والتي تأسست عام 1930، تعد من أكبر صانعي الرقائق التناظرية، حيث يعود الفضل لمؤسسها المهندس جاك كيلي في اختراع الدائرة المتكاملة في عام 1958.
وتعرف الشركة بين الطلاب والمهندسين بفضل آلاتها الحاسبة المعروفة باسم TXN والتي لا تزال تصنعها، ولكن قيمتها السوقية البالغة 170 مليار دولار بسبب هيمنتها على قطاع الرقائق التناظرية، حيث تستحوذ على 17-20% من حصة السوق العالمية لهذا العام.
وفي الوقت نفسه فإن صانعي الرقائق الرقمية المتطورة كشركة آنتل وسامسونج إلكترونكس يسرقون أغلب الأضواء، إلا أن نقص الرقائق التناظرية التي تكلف بضعة دولارات للقطة الواحدة يمكن أن يعيق سلاسل التوريد للمنتجات التي تبلغ مبيعاتها عشرات المليارات من الدولارات.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة أسوس تك سامسون هو، المختصة بتصنيع أجهزة الكمبيوتر، ومقرها تايوان، إنه مستاء جداً بسبب تعطل جميع خطوط الإنتاج في مصنعه بسبب نقص الرقائق التناظرية التي تدير استخدام البطارية والمؤثرات الصوتية.
وتوقع أن تبقى الإمدادات من شركة TI ضيقة حتى تتمكن من توسيع طاقتها العام المقبل حيث من المقرر افتتاح مصنع جديد بقيمة 6 مليارات دولار في ريتشاردسون في ولاية تكساس في النصف الثاني من عام 2022.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، إن هناك مليارات الدولارات تخسرها الشركة في فرص المبيعات بسبب نقص الرقائق التناظرية وبعض الرقائق الرقمية التي لا تكفي لإنتاج ما يكفي من أجهزة أيفون وغيرها من الأجهزة.
تحدث الرئيس التنفيذي لشركة Apple Inc.، تيم كوك، في مكالمة أرباح لشهر أكتوبر عن مليارات الدولارات في فرص المبيعات التي تخسرها Apple لأن نقص قطع الغيار يعني أنها لا تستطيع إنتاج ما يكفي من أجهزة iPhone وغيرها من الأجهزة. أشار السيد كوك إلى «العقد القديمة»، وهو مصطلح يشير إلى عمليات الإنتاج القديمة التي تشمل الرقائق التناظرية وبعض الرقائق الرقمية.
وأشار أن النقص الأكبر في الرقائق يحصل في العقد القديمة في إشارة منه إلى الرقائق التناظرية، وأوضح أنهم يتفاوضون مع العديد من الشركات المختلفة بشأن التوريد.
وإلى جانب شركة TI، هناك شركات كبرى متخصصة في تصنيع الرقائق التناظرية، كشركة أنالوج ديفيس في ويلمنغتون، وشركة إنفنيون تيكنولوچيز الألمانية، وشركة STMicroelectronics في سويسرا.
ويقول المسؤولون التنفيذيون المحللون في مجال الصناعة، إن مشاكل شركة TI في تلبية الطلب، تشبه مشاكل الشركات الأخرى لكنها تميل إلى جذب المزيد من الاهتمام بسبب موقعها الرائد.
وتقول الشركة إنها تبذل قصارى جهدا لتوفير الخدمات اللازمة للعملاء، وأكدت أن البعض لا يحصل على كل ما يريد.
وقال المدير المالي للشركة رافائيل ليزاردي، إنه من الوضح أن الشركة تقدم أقل بكثير من المطلوب.
وتمتلك الشركة قدرة جديدة في الأعمال التي تقول إنها ستتطلب استثمارات تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، مع بدء البناء العام المقبل في مصنعين في شيرمان بولاية تكساس.
وتمتلك شركة TI 15 موقعاً للتصنيع حول العالم، وأدرجتها شركة أبل في قائمة مورديها، وأكد المسؤولون في شركة أبل أن نقص الرقائق من شركة TI كان أحد عوامل نقص المنتجات مثل هواتف أيفون.
وقالت شركة الأبحاث TrendForce في تقرير صدر في ديسمبر الماضي، إن صانعي الرقائق التناظرية لديهم طلبات متراكمة من عملاء السيارات تمتد حتى نهاية عام 2022، وقالت الشركة إن صناع الإلكترونيات الاستهلاكية يتعاملون أيضاً مع فترات انتظار أطول وأسعار أعلى.
ويميل صانعو الرقائق التناظرية إلى تصميم وتصنيع وبيع الرقائق بأنفسهم، وهذه هو سبب إدراجهم في فئة الشركات المصنعة للأجهزة المتكاملة، وعلى النقيض من ذلك غالباً ما يتم تصميم الرقائق الرقمية بواسطة شركة وتصنع بواسطة شركة أخرى.