ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإنسحاب من سوريا يعتبر ذا أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لسوريا ودول الشرق الأوسط، بما فيها الأردن والسعودية، كما أنه يؤثر على معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو.
وكتب عاموس هرئيل، المحلل العسكري، بصحيفة “هآرتس”، أنه كان لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال السنتين الأخيرتين، قدرة كبيرة في الوصول إلى ترامب، وفي التأثير عليه أيضًا.
واعتبر أن جملة من القرارات التي إتخذها ترامب، مؤخرًا، تبدو كأنها مطالب “الليكود، ومنها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإنسحاب واشنطن من الإتفاق النووي مع إيران.
وأشار إلى أن إسرائيل إعتبرت تواجد القوات الأمريكية ورقة مساومة، بحيث لا تخرج منها إلا في إطار اتفاق يقضي برحيل القوات الإيرانية من سوريا. وفي حال تبين أن إنسحاب القوات الأمريكية ليس جزءًا من إتفاق شامل مع روسيا، فإن ذلك سيبقى الهيمنة الروسية على سوريا.
وبالنسبة لإسرائيل، بحسب هرئيل، فإن لذلك معنيين: الأول هو عزلها كما كانت في السابق وإنفرادها في الجهود لإبعاد الإيرانيين من سوريا، في ظل التوتر القائم مع روسيا منذ إسقاط الطائرة الروسية “إيليوشين 20” في سبتمبر الماضي؛ والثاني هو أن ترامب قد إتخذ قرارًا يتعارض مع موقف نتنياهو.
ليخلص إلى أن ذلك يطرح تساؤلات بشأن المستقبل، خاصة أن ترامب قلق، في الفترة الأخيرة، من الحرب التجارية مع الصين، ومن الملاحقة القضائية في الداخل بشأن التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص، روبرت مولر، في قضية التدخل الروسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل سنتين.