كتب ـ وليد الخفيف
كبنيان رصين شامخ أركانه، انهار في دقائق؛ فأصبح هشيما تذروه الرياح، هكذا كان منتخب مصر أمام روسيا ليلة أمس، فالصلابة والقوة اللتان ظهر بهما في الشوط الأول وعلت معهما التطلعات، تهاوتا وتحطمتا في دقائق معدودة، ليمنى بخسارة ثقيلة، ودع على إثرها نظريا بلاد الروس، دون بصمة يحفظ بها ماء وجهه، ودون أن تشفع مؤازرة الآلاف له من جماهيره.
الحزن خيم على خارطة مصر من الإسكندرية إلى أسوان، وامتد بخيط أسود ليشمل الوطن العربي ذا الرصيد الخالي من النقاط، فمع كل يوم من أيام المونديال، يتضح أننا نعيش في أزقة العالم الثالث كرويا، وأن منتخباتنا اعتبرت بلوغ كأس العالم غاية لا وسيلة تنطلق منها لآفاق أرحب وأوسع.
الكرة تتقدم في كل أنحاء المعمورة، وتقف عندنا محلك سر، ومن يعول على الإمكانيات فثق أنها حجة الفاشلين ـ هذا الواقع ـ ، فالبحث عن أنصاف الحلول بات هدفا، وضاقت آفاق أحلامنا بضيق فكر من يدير شؤون كرتنا.
لقد كشف المونديال أننا على بعد كيلومترات من منافسينا، فنجاحنا مرهون بالتوفيق، ولكن مع غياب توفيق أو تأخره أو وفاته؛ يبقى الواقع المر الذي نعيش حلقاته ونتجرع مرارته.
