سيظهر الفراعنة اليوم في المونديال بعد غياب دام 28 عاما، فمصر لا تحمل ذكرى حسنة أو تاريخا يتضمن أي انتصار في نسختي التواجد في النهائيات ، فمع وداع مدينة باليرمو الإيطالية في مونديال 1990 لم يكتب للمساعي المصرية النجاح للتواجد في العرس العالمي، فحتى الجيل الذهبي الذي حصد ثلاثة ألقاب قارية متتالية تحت قيادة شحاته لم يحقق هذا الحلم حتى أصبح محمد صلاح شابا يافعا سخيا في عطائه، مؤثرا في تواجده، قائدا في ميدان الجيش الباسل الذي شهد تأهلا موندياليا طال انتظاره. ومع تعاظم الآمال صدم المصريون بإصابة صلاح ، ليسابق ابن مصر البار الزمن يحارب من أجل اللحاق بركلة البداية أمام الأورجواي.
جهود متضافرة ومساع طبية انجليزية ومصرية ترمي لتماثل أفضل لاعب في بلاد الإنجليز للشفاء بيد أن الشكوك مازالت تحيط بمشاركته .
ولم يظهر منتخب الساجدين بالشكل المطمئن خلال مرحلة الاعداد التي سبقت المونديال، فلم يحقق أي انتصار فضلا عن معاناته من عقم هجومي حاد، فزمن رؤوس الحربة العظماء قد انتهى مع اعتزال حسام حسن وميدو وعمرو زكي وتراجع مستوى متعب.
وستتحمل المنظومة الدفاعية المصرية عبئا كبيرا بمواجهة هجوم شرس يقوده سواريز العضاض وكافاني الهداف، ويتعين على كوبر وكتيبة أبناء النيل الدفاع عن طموحات المصريين والعرب وتسجيل حضور لافت، فبلوغ المونديال ليس غاية، وإنما وسيلة ننطلق منها مرفوعي الراية لآفاق أرحب وأوسع ملؤها التفاؤل، ووقودها الإيمان والثقة بالنفس وتحفها دعوات الملايين.
ورغم صعوبة المواجهة ـ على الورق ـ غير أن التحدي طابع وجين يجري في عروق المصريين، ولمَ لا ؟ فمن بنى الأهرامات قادر على كسر قهر الأرجوان .