رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب .. «”هايدي” لحقت بـ”بسنت” ولا رادع»

 

 

لم يجف بعد حِبر خَبر “بسنت” ضحية الابتزاز الإلكتروني في الغربية، فتصدمنا صناديق الحوادث السوداء، وتتفتق عن نسخة مكررة من الحكاية، نفس السيناريو .. نفس الحوار، لكن الشخوص مختلفون، في تبادل أدوار لنفس الأقدار، وقد حملت حكاية هايدي “فتاة الشرقية” هذه المرة تدبير فتاة وأمها لها، متناسيتين أنها وأمها ليستا بمنأى عما حدث لهذه الضحية الجديدة للابتزاز، والمساومة على أعز ما تملك، وكأن من قام بالتدبير والإخبار والمناولة والتزوير والابتزاز، حصل على نسخة مترجمة من القضية الأولى، وطبقها في محافظة أخرى، بلهجة مغايرة.
حكاية جديدة قديمة، من حكايا الغدر والتضليل والخيانة وسوء الأخلاق، هي واقعة الطالبة “هايدي” ضحية الابتزاز الإلكترونى لكن هذه المرة في الشرقية، حيث دبرتها هذه المرة ربة منزل ونجلتها.
“هايدي” فتاة بنت الـ16 عاما، طالبة بالصف الأول الثانوى التجارى، مقيمة بعزبة الحاج علي في مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، لقيت حتفها داخل منزلها، بعدما قررت التخلص من حياتها، فوجدوها جثة هامدة، بعد تناولها قرصا ساما من الأقراص التي تستخدم في حفظ الغلال، وكأن الحبة متبقية من حالة الابتزاز الأولى، وكلمة السر “تداول صور خادشة لها من أحد الحسابات على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.
“ياللعار” نعم “ياللعار”، ماذا حدث لمجتمعنا، أهذه هي فاتورة التحضر والسعي لامتلاك “عالم افتراضي” نعرف بدايته، وقليل منا يعلم دروبه ومتاهاته، لكننا جميعا لا نعلم “إلى أين منتهاه؟!”.
هذه المرة ـ ومع هذه الضحية الجديدة من ضحايا الابتزاز وسوء الأخلاق ـ لن أتحدث عن بيت أو أسرة أو مجتمع أو مدرسة، ولن أتحدث حتى عن المسجد الجامع، ولكنني سأقرب الموضوع أكثر من دائرة العقاب (القصاص) العادل الذي يردع كل مغتر متجبر بانحرافه، غير آبه أو ملتفت لأي وازع من ضمير أو أخلاق، حتى وإن توافرت لديه، إذن هو القصاص العادل الذي يضمن لنا الحياة، إن كانوا وكنا ـ بعد كل ما حدث ـ لا نزال نحتفظ بالألباب، وهو منهج رباني عادل لا دخل لنا فيه، ولكن وجب على أولي الأمر تطبيقه كما أُمِر.
شهر، يقل أو يزيد، فصل ضجية الابتزاز الإلكتروني الأول “بسنت”، عن الضحية الثانية “هايدي”، والضحيتان في الحالتين لديهما عوامل مشتركة، تكاد تكون متطابقة، فالمجتمع قريب الشبه من المجتمع، والأهل يشبهون الأهل، والضحيتان ظروفهما تكاد تكون واحدة، والجناة ـ إن لم يكونوا نفس الجناة ـ فخلفياتهم الثقافية والأخلاقية والإجرامية واحدة، وإن زاد عنصر نسائي في الجريمة الثانية على حساب الجريمة الأولى.
وعندما أقول إن شهرا فصل قَدَر الضحية الأولى عن قَدَر الثانية، للتأكيد على أن الحكاية الأولى لم يسدل ستارها بعد، فهي متداولة لدى جهات التحقيق، ومن المؤكد أن الجناة في الثانية يعرفون أن جناة الأولى لا يزالون على قيد الحياة، كما أن المحرضتين في الثانية تعلمان علم اليقين أن يد الأجهزة الأمنية طالت المحرض في الأولى، إذن الحكاية حاضرة لدى أذهان الجميع، والنار لم تبرد بعد، ودم الضحية الأولى لم يجف، كما لم يجف حبر أخبارها المتداولة، على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت نكبة علينا بسبب غياب أي وازع أو رادع.
وطالما أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، أصبح لدينا قناعة ويقين، بأن المتسبب الأول والأخير في الجريمتين، وما شابههما من جرائم أخرى، هو غياب الرادع (القاسي) (العادل) (السريع)، الذي ـ إن تحقق ـ سيشفي غليل أهل الفتاتين، وأهل كل فتاة غُرِّرَ بها، ويشفي غليلنا نحن، ويريح الفتاتين في قبريهما، ويريح كل فتاة تجرعت ألم الغدر والخيانة، إذن هو القصاص السريع، والجزاء العادل الرادع، دون رحمة، لأنهم جميعا لم تأخذهم في الفتاتين أي شفقة أو رحمة.

2022/02/01 11:51م تعليق 0 363
جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز