قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشل في استغلال قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومداهنة الولايات المتحدة على ضوء القضية، للنيل من المملكة العربية السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، مساء أمس الأربعاء إن أردوغان عكف طيلة الأسابيع الماضية على تقويض دور المملكة العربية السعودية في المنطقة وذلك من خلال التسريبات المزعومة التي ينشرها الإعلام التركي كل يوم للنيل من سمعة الأمير بن سلمان وتقديم أنقرة كحليف رئيسي في الشرق الأوسط لواشنطن بدلًا من الرياض، وهو ما يعتبر أحد الأولويات الرئيسية في أجندة أردوغان السياسية للمنطقة.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن حادث مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، كان فرصة نادرة لأردوغان للنيل من المملكة العربية السعودية، فضلًا عن تلميع صورته أمام المجتمع الدولي بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها نظامه في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، والتي أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 ألف شخص داخل السجون التركية.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية البحثي في إسطنبول، سنان أولجين، قوله: “المكسب الوحيد الذي خرج به أردوغان من هذه القضية هو تلميع صورته السياسية داخل الولايات المتحدة، بيد أنه فشل في إحداث تغيير بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ومع ذلك فلا يعني ذلك أنه سيتوقف عن استخدام ورقة خاشقجي في الضغط على القيادة السعودية، بدعاوى طلب لجنة تحقيق دولية”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوجلو، قال يوم الثلاثاء الماضي، وللمرة الأولى بأن تركيا تقبل استمرار التحالف الأمريكي السعودي، لافتةً إلى أنقرة قايضت واشنطن عن طريق دخول أوجلو مفاوضات على مجموعة من القضايا العالقة بين البلدين، بينهما معالجة الأحكام القضائية التي صدرت بشأن بنك خلق التركي في قضية تبييض مئات ملايين الدولارات من الأموال الإيرانية.
