رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب .. شاهد من أهلها « 1 »

 

 

عن العلاقات العمانية الإماراتية أتحدث

« الرزق يبحث عنك ولا تبحث عنه »، مقولة سمعتها من فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله تعالى ونفع بعلمه المسلمين ـ وقد كانت لي تجربة تؤكد على هذه المقولة قبل أن أسمعها.
ولأن «الشيء بالشيء يذكر»، أو بالأحرى «الفضل بالفضل يذكر»، أو بأحرى الأحرى «الجميل بالجميل يذكر»، ولأن «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»، فأنا أدين بالفضل للزميل الراحل الكاتب الصحفي الأستاذ زكريا نجم، الذي زكاني عند المؤسسة العمانية للصحافة، عندما طلب منه أن يختار كادرا من العاملين في الصحافة المصرية؛ ليرشحهم للعمل معهم، بصفته كان مسؤولا سابقا بها قبل أن ينهي عمله فيها ويعود إلى عمله السابق، زميلا لنا في جريدة الجمهورية المصرية، وبشهامته ومروءته المعهودة، أنهى لنا إجراءات سفرنا إلى سلطنة عمان، بمعاونة الكاتب الصحفي والأخ العزيز الأستاذ محمد عمر، وفي خلال أقل من شهر، كانت بحوذتتا تأشيرات وتذاكر السفر.
رحم الله الراحل زكريا نجم، وغفر له وأسكنه فيسح جناته، وحعل ما قدمه لنا في ميزان حسناته.

كانت البداية في منتصف شهر يوليه من عام 2002، عندما وصلت إلى سلطنة عمان لأول مرة، وقد كان لي سابق تجارب إلى دول أخرى في الخليج ـ وأحسبهم كلهم على خير ـ لكنني من أول يوم وصلت فيه إلى السلطنة، شعرت فيها بأنني لم أغادر مصر؛ لطيبة أهلها وتوددهم، وكرم أخلاقهم، وتواضعهم، والدليل على ما أقول أنني استمريت في عملي في سلطنة عمان فترة طويلة، وقد كان للوظيفة الكثير من الامتيازات المادية والأدبية، فشكرا لما قدمته لنا المؤسسة العمانية للصحافة الممثلة في جريدة الوطن التي عملت بها، وشكرا للشيخ محمد بن سليمان الطائي صاحب المؤسسة.
وكنوع من رد الجميل، ولأن «الجميل بالجميل يذكر»، فلم تعترض المؤسسة على تعاوني مع إذاعة سلطنة عمان في مجال الدراما المقدمة للأطفال خلال فترة تواجدي في السلطنة.
ولأن أيضا «الفضل بالفضل يذكر»، ونظرا لاتصالي بالمؤسسات الثقافية التي كنت أتواصل معها بصفتي محررا بالقسم الثقافي والأدبي والفني بالجريدة، فقد حولت معظم كتاباتي في مجال الدراما إلى مجموعات قصصية للأطفال، ومنها انطلقت إلى كتابة مسرحيات للأطفال، وقد تبنت المؤسسات الثقافية العمانية إصدار وطباعة ونشر وتوزيع إصداراتي، التي أهلتني ـ مع مداومتي على كتابة المقالات ـ إلى أن أترقى في مجال مهنة الصحافة من مجرد محرر صحفي، إلى أن أصبحت كاتبا صحفيا، ومن هذه المؤسسات التي دعمت نشر إصداراتي، «الجمعية العمانية للكتاب والأدباء» و«النادي الثقافي»، فلهما ولكافة المؤسسات الثقافية العمانية، ولكل القائمين عليها السابقين والحاليين واللاحقين، كل تحية وتقدير.
تشاء ظروفك وأقدارك أن تتلاقى بأشخاص يتركون أثرا كبيرا في حياتك، من جميل خصالهم وبصماتهم الخيرة عليك وعلى كل من قابلوهم، ومن هؤلاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، لأني أعرف جلالته منذ ما يزيد على عشرين عاما، عندما كان وزيرا للتراث والثقافة، وكانت الوزارة بدوائرها المختلفة أحد مصادري، وقد عرفته قبل ذلك أيضا في أول أسبوع لي في السلطنة، عندما كنت مدعوا مع زملائي منتسبي المؤسسة الصحفية، من قبل الشيخ محمد بن سليمان الطائي، صاحب المؤسسة العمانية للصحافة؛ بمناسبة عقد قران إبنه سليمان، وكان المكان الذي جمعنا بعقد القران، هو أحد مساجد منطقة القرم الراقية بمسقط، وكان من قام بعقد القران، فضيلة مفتي عام سلطنة عمان، فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي أبقاه الله.
وكان أشد ما لفت انتباهي خلال عقد القران، موقف لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وقت أن كان وزيرا للتراث والثقافة، دخوله المسجد منفردا، عصاته بيمينه، بدشداشته العمانية المعروفة، ودون أي مظهر من مظاهر «البروبجاندا» والسيادة ـ وهو أهل لها ـ حيث جلس في أول موضع وجده في المسجد، ولم تفلح معه محاولات الشيخ محمد بن سليمان الطائي والد العريس، لإثنائه عن الجلوس في هذا المكان، والتقدم لأول صفوف جلوس الحضور في المسجد.
ما هذا الذي أراه ؟! وأي تواضع هذا الذي تترجمه أخلاق هذا الرجل ؟!، حقا هو تواضع العظماء.

للحديث بقية ..

 

2024/04/21 4:24م تعليق 0 31

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب “درء الأتراح مقدم على جلب...

    تتزاحم لدي المقدمات، فتصيبني حيرة كبيرة وشتات تصعب معهما العودة إلى بداية ترضيني، ولا سبيل أمامي إلا الاستسلام لأقربها إلى الولوج إلى مبتغاي، حيث كلها يفضي إلى المبتغى. ولتسمحوا لي أن أقدم مواساتي لكل إنسان فقد أمه، طفلا كان أو...

إيهاب مباشر يكتب .. لا خوف عليهم ولا...

عندما فكرت أن أكتب مقالا عن شيخي الفاضل الجليل وأستاذي ومعلمي الراحل الشيخ "أحمد مرعي" رحمه الله تعالى رحمة واسعة - وهو ما أعتبره حقا من حقوقه فهو صاحب فضل علي عظيم - وجدت أن الراحل يطيب المقام به...

إيهاب مباشر يكتب «حدائق الإنسان وحرائق الشيطان»

      منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت واقعا معقدا مفروضا - شئنا أم أبينا - لكن ما لا أستطيع تصوره، أنك تنجذب لمحتوى مرئي محترم فتتابعه، ثم تفاجأ أنه - ودون رغبة أو انتباه منك - يتبعه محتوى لا يَمُت للأخلاق بصلة،...

إيهاب مباشر يكتب «تبرع المحتاجين لأصحاب الملايين»

    لكل منا رؤيته حول ترقبه لقدوم الشهر الفضيل، فمنا من يترقب قدومه ليزيد رصيده من أعمال الخير في الشهر الفضيل، وهو من أولى الفضائل، ومنا من يترقب قدومه لزيادة رواج سلعته، وهو شيء محمود ومشروع، وهم فئة التجار والشركات...

إيهاب مباشر يكتب «بُحَّ صَوتُنَا»

بُحَّ صَوتُنَا ونحن نحذركم ونحذر القائمين على صناعة الدراما في الثلاثين سنة الأخيرة، من أن ما يبث على شاشات السينما والتليفزيون يمثل جرائم مكتملة الأركان. بُحَّ صَوتُنَا ونحن نستحلفكم بأي شيء بقي لديكم تدركون أو يدرك من حولكم قيمته فيكم،...

إيهاب مباشر يكتب «الرهان لا يزال قائما»

    رغم مرور ما يقارب الخمسين عاما، إلا أن الرهان لا يزال قائما بين إبهامي والسُبابة والوسطى وأول قلم رصاص لمسته بصماتهم. القضية رغم أنها عاشت معي حوالي نصف قرن من الزمان، إلا أن ما استدعاها بملامحها وتفاصيلها الآن، مشاهدتي لفيلم...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز