جريمة وقعت أحداثها بمركز الفيوم، بدأت بالعثور على جثة شاب مذبوح ملقى في ترعة خلف مصنع الغزل طافيا على المياه، استخرجه الأهالي وأبلغوا الشرطة، وترأس المقدم محمد هاشم، رئيس مباحث مركز الفيوم، قوة أمنية، وانتقل إلى مسرح العثور على الجثة لفحص البلاغ وتبين أنها لشاب في العقد الثالث من العمر يدعى “محمد. ص”، عامل بمحل تنجيد، مصابا بجرح ذبحي كبير من الترقوة اليسرى حتى الحنجرة كاد يفصل الرقبة عن الجسد، ووجه اللواء خالد شلبي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الجاني والدافع وراء ارتكاب الجريمة.
فحص فريق البحث بقيادة العميد رجب غراب، رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن الفيوم، علاقات المجني عليه وخلافاته، علاوة على فحص خط سيره وآخر مشاهدات له، وقبل مرور 48 ساعة على اكتشاف الجثة، نجحت تحريات فريق البحث في حل اللغز كاملا، حيث تم التوصل إلى أن نجل خال القتيل وراء ذبحه بعد اكتشافه علاقته بزوجته، فبقع دماء على ملابس المتهم ودراجته النارية أكدت قتله المجني عليه.
التحريات التي جمعها الضباط برئاسة اللواء هيثم عطا، مدير الإدارة العامة للمباحث، رصدت التفاصيل الكاملة للجريمة منذ التخطيط حتى التنفيذ، وأشارت التحريات إلى أن القتيل منذ عدة سنوات كان يرتبط عاطفيا بفتاة ويرغب في الزواج منها وتقدم لخطبتها عدة مرات، إلا أن رفض عائلتيهما منعهما من الزواج، وانفصلا ثم توجه المتهم إلى نجل عمته واستأذنه في الزواج من الفتاة التي كان يرتبط بها مسبقا فرحب بذلك، مؤكدا انتهاء علاقتهما وبارك زواجهما.
عامان مرا على زواج المنجد من حبيبة ابن عمته السابقة، ومع شكه في استمرار علاقتهما قرر إحضار ابن عمته للعمل معه بمحل التنجيد لملاحظة تحركاته وتصرفاته، حتى تم حبس الزوج في قضية تعاطي مخدرات، وقضى حكما داخل السجن لمدة 3 أشهر، وفوجئ فور خروجه من السجن بترديد الألسنة علاقة زوجته بنجل عمته وكثرة تردده عليها، فقرر الانتقام لكرامته والثأر لخيانة زوجته وابن عمته له.
قوة أمنية بقيادة المقدم محمد ثابت، مفتش مباحث مديرية أمن الفيوم، والمقدم المقدم مصطفى حسن، مفتش مباحث مركز الفيوم، نجحت في إلقاء القبض على المتهم وصديقه الذي تبين أنه استعان به لاستدراج المجني عليه وقتله، وتم تحريز دراجة نارية عثر على بقع دماء بها.
وتوصلت الأجهزة الأمنية إلى مكان شراء المتهم لأداة الجريمة، وباستدعاء صاحب المحل تعرف عليه وأكد قيامه بشراء “نصل معدني حاد (كتر)، في وقت معاصر للجريمة، واقتيد المتهمان وسط حراسة أمنية مشددة برئاسة المقدم محمد هاشم، رئيس مباحث مركز الفيوم، إلى سراي النيابة العامة التي أجرت تحقيقات موسعة معهما وواجهتهما بتحريات المباحث والأدلة واعترفا اعترافات تفصيلية، وجهت لهما تهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار وحيازة سلاح أبيض، وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.