رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير ( ٤ )

الجائزة
تراود الكاتب فكرة مقال؛ فيجد نفسه باحثا عن معلومة موثقة يضمنها متنا يتوافق مع عنوانه؛ حتى لا يفقد المقال مصداقيته، وتتبعها مصداقية الكاتب.
ودائما ما كان يشغلني عند كتابة أي مقال – خصوصا عندما كان يتمحور ويرتكز حول شخصية معروفة – كان أكثر ما يشغلني هو ماذا سأكتب عنه، وبالتالي فلابد وأن أبحث عن معلومة أوثق بها مقالي.
لكنني في هذا المقال، أو بالأحرى الجزء الأخير من مقالي المعنون (شكرا سلطان الخير) وهو ما أعتبره (الجائزة)، مثلما سيشرق علينا الغد – بمشيئة الله – يوم عيد وهو (يوم الجائزة)، إذن هو إشراقة عيد؟، نعم فإشراقة سموه، إشراقة العيد.
الجائزة في مقالي، إطلالة حديث عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، إذن أضحى كل ما يشغلني الآن هو كيف سأكتب عن سموه، وليس ماذا سأكتب عنه، وسموه لا يختلف عليه إثنان.
من السهل أن أجد ما كتب عن صاحب السمو وهو بالمجلدات، ومتاح لكل ذي بصر وبصيرة، لكن وكما ذكرت مسبقا، القضية ليست ماذا أكتب عنه، لكن كيف سأكتب عنه؟، وهل سأوفي سموه حقه؟، أتمنى.
هو أمر محير إذن، فإن كان منطلقي للكتابة عن سموه عراقة وأصالة وتاريخا، فسموه امتداد .. لامتداد .. لامتداد ؛ حتى يجف المداد.
وإذا كان المنطلق علما وخلقا ورقيا، فأخلاق سموه، تطاول أعالي الأعناق.
وإذ أنني عرفت هذا الرجل عن قرب، فسيكون الموقف الذي جمعني بسموه، بواقعه أكثر ما سيقرب الصورة التي أحببت أن أنقلها لكم عنه.
المكان .. مركز إكسبو الشارقة للمعارض.
الزمان .. يوم الافتتاح الرسمي لإحدى دورات مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
كنت مع مجموعة من الإعلاميين الذين توافدوا على إمارة الشارقة لتغطية فعاليات إحدى دورات مهرجان الشارقة للطفل، وكنا دائما ما نلتقي مع سموه كإعلاميين، وكان اللقاء يأخذ الطابع الرسمي، إلا هذا اللقاء الذي أعتبره استثناء، فبينما ونحن نقف أمام سموه، طلب أحد الزملاء أن يسلم على سموه بشكل خاص، فأبلغه أحد المسؤولين رغبة زميلنا، فما كان من سموه إلا أن أشار لنا جميعا فوقفنا بجانبه، وجاءت وقفتي ملاصقة لسموه، وبعد أن سلمت عليه، ظل ممسكا بيدي، في حنو الأب والأخ الكبير، وكان محور الحديث عن مصر وذكرياته معها، لن تتخيل كمية الحب التي يحبها سموه لمصر وأهلها، وكم الأدب والأخلاق والتواضع الذي لمسته في شخص سموه.
هنا جاءت الإجابة لسؤال ظللت أسأله لنفسي، لماذا الشارقة؟ إذن هي ترجمة لكل معاني الحب والسمو والرقي والتدين والتواضع والإنسانية التي نضحت من شخص سموه – أطال الله في عمره – على إمارة الشارقة.
وقد وجه سؤال لسموه حول عادته التي لن يتخلى عنها ما حيا، وهو استمراره في السؤال عن أهل الشارقة ومن يشرف بالإقامة فيها، فكان جواب سموه: أسأل عليهم لأنني سأسأل عنهم.
وإذ أنني أتذكر الآن قصيدة كتبها الصديق العماني الشاعر هلال الشيادي وألقاها مرتجلا أمام سموه، وكانت بعنوان (سلطان التاريخ)، أراها ترجمة لشخصية صاحب السمو، في إشراقة وبهاء، وطهر وصفاء، في علم وفصاحة، ورقي وأصالة، في خير وإحسان، وجود وعرفان.
يقول الشيادي في قصيدته:
لأنك الشمس، هذا الأرض شارقةٌ
وأنك الغيم هذا اليوم ريانُ
إذا دجى الليل في سعد بهدأته
فإنك الكوكب الدري تزدان
روح كطهر مياه في صفاوتها
حلى طهارتها تقوى وقرآن
تحبك الضاد إذ ترعى قداستها
فأنت للحرف قديس ورهبان
أيا أبا اللغة الفصحى وحاميها
يحبك الشعر تبيان وأوزان
يأوي لك الفن طيرا أنت تلهمه
معنى الجمال فما إلاك فنان
مع الملوك سرى التاريخ يكتبهم
وإنك اليوم للتاريخ سلطان
كم من عناوين قد أرختها كتبا
وأنت باسمك للتاريخ عنوان
يا وجه خير إذا مرت ملامحه
على زمان فلا بؤس وأشجان
يا كف جود إذا جادت سحائبه
على بلاد جرى فضل وإحسان
يا سِفر علم إذا امتدت صحائفه
فاضت حروف بنا وانساب عرفان
ويا لسان بيان لو نطقت به
تصفو لبوحك آهات وأشجان
نصغي لصوتك منسابا بحشرجة
مثل الخرير فنحن الآن أفنان
يا حاكم العلم يا علما بحكمته
يضيء حق وبرهان وسلطان
يا هيبة الدهر إذ يحكي بمسمعنا
اسرد وفند فكل الكون آذان
تمر من زمن ماض إلى زمن
وأنت فوق بحار السرد ربان
تظل تذكرك الأخبار من قٍدم
إذ قابلتك مواثيق وتيجان
عمان تعرفك الساري بها كتبا
وقد تجلت بحبر منك أزمان
حيث اليعاربة الغر الذين هم
على خطاهم يكون المجد إن كانوا
إني لأسمع للتاريخ دندنة
تثني عليك وللأخبار ألحان
هنا تغنى شراع البحر عن شرف
وللبطولة فرسان وشجعان
للبوسعيد كتاب جئت تفصحه
وكم تبدى بنور منك نبهان
في قولك الفصل إذ تحكي على ثقة
صدق وقصد وإثبات وإمكان
وإذ أتقدم بأسمى التهاني والتبريكات لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وأهل الشارقة ومن يشرف ويسعد بالإقامة فيها، ولكل دولة الإمارات ومن يشرف ويسعد بالإقامة فيها، ومصرنا الحبيبة، وشعبنا المحب لكل أشقائنا بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، أعاده الله علينا جميعا بكل خير.

2024/04/11 2:37ص تعليق 0 21

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير «...

عود على بدء، للبحث عن السر وراء ارتباطي الكبير بإمارة الشارقة، وكمية المشاعر التي تربطني بها، حيث يممت وجهي إليها؛ فوجدت إجابة لكل تساؤلاتي. كان المنطلق معرض مسقط الدولي للكتاب، في أواخر شهر فبراير، مغطيا لفعالياته، متفقدا أجنحته، فصادفني جناح...

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير «...

لا أعلم سببا واضحا لتوقفي عن الكتابة لشهور مضت، باستثناء سبب أراه مقنعا - لي على الأقل - وهو الحالة المزاجية السيئة الخاصة، التي لا تنفصل عن عموم ما يتلبس أفكارنا ويجثم على صدورنا ويكبل خطواتنا جميعا، من مزاج...

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير (...

ما زلت أعدد الأسباب التي أعتبرها أسرارا خفية بيني وبين الأماكن، في ارتباطي بإمارة الشارقة، دون باقي الأماكن التي زرتها بطبيعة عملي في الخارج، وكلها تتمحور في دول الخليج. وقد توقفت في حديثي السابق عند مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي...

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: بين جيلين

الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة    كنت طالباً في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، في السنة الثانية من الدراسة 1966م - 1967م، وقد لاحظنا، نحن الطلبة الاختلاف بين الجيلين: جيل فترة الملك فاروق، وجيل الرئيس جمال...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز