رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

استقبل سماحة السيد علي الهاشمي .. عبدالعزيز المسلم: معهد الشارقة للتراث مركز دولي لبناء القدرات المؤهلة لتسجيل الموروث الثقافي في اليونسكو

 

 

 

الشارقة ـ آمال إيزة

 

استقبل سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية سماحة السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة بالدولة، حيث قام الهاشمي برفقة المسلم بجولة تفقدية على الأجنحة والأركان المشاركة في المهرجان، ومن ضمنها جناح جمهورية أرمينيا ضيف الشرف لهذه النسخة التاسعة عشر، وأبدى الضيف الزائر إعجابه بمستوى التنظيم وتنوع الفعاليات المقامة.
من جانب آخر شهد المسلم جلسة في مركز التراث العربي حول الملف العربي المشترك المدرج في القائمة التمثيلية لليونسكو عن الخط العربي والذي تقدمت به 16 دولة عربية وتم رفعها من قبل المملكة العربية السعودية، وشارك في الجلسة التي حملت عنوان (فنون الخط العربي.. التجارب والتحديات)، كل من د. محمد بغدادي، ود. عماد بن صوله، وزهية عبدالسلام، وويزة قلاز.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم في معرض تعليقه على موضوع الجلسة: إن العرب تفوقوا على أنفسهم في هذه السلسلة العديدة من عناصر التراث والمورث الثقافي العربي المدرج والمسجل في قوائم اليونسكو، لافتاً إلى حرص وعناية معهد الشارقة للتراث بدعم وتعزيز مثل هذه الإنجازات خصوصاً، انطلاقاً من دور المعهد كمركز دولي معتمد من الفئة الثانية في بناء القدرات في مجال تسجيل الملفات، حيث اختتم المعهد قبل يومين الورشة التدريبية الأولى لعدد من الأعضاء المتدربين والمرشحين من عدد من الدول العربية، ومنحهم الشهادات الخاصة بإنجازهم لمتطلبات التدريب.
وتابع المسلم: مركز التراث العربي يثري أجندة الأيام بالعديد من الجلسات والمحاضرات المرتبطة بالملفات المدرجة في قوائم اليونسكو، وهو يستهدف المزيد من التقريب بين الجانبين الأكاديمي والشعبي وخلق هذا التواصل الخلاق وحلقة الوصل الفاعلة بين العامة وممارسي التراث والأكاديميين.
وأعرب عن استعداد المعهد لإصدار كتاب يوثق كافة مراحل إدراج ملف فن الخط العربي لدى اليونسكو منذ نشأة الفكرة مروراً بالتجارب والتحديات وإجراءات إعداد الملف بما فيها من اجتماعات وزيارات ومقارنات ومقاربات وحصر بيانات ولقاءات ميدانية بالمعنيين بهذا الفن وانتهاء بالتقديم والموافقة على الإدراج، وهو ما يواكب توجهات ورؤى واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي طالما يؤكد بأن أهمية الخط العربي تنبع من كونه يترجم تراثنا ولغتنا وديننا.
وأضاف: من الجميل رؤية كل الأجيال من الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد يلتقون في أيام الشارقة التراثية، بين ممارس للتراث وحامل له، وباحث عنه وفيه، ومتعلم له ناقلاً الأمانة للجيل التالي، عبر رسائل تصل بقالب شعبي وتراثي سلس.
وتلقى المسلم هدية تذكارية مقدمة من الباحثة الجزائرية الدكتورة زهية عبدالسلام تتمثل في نموذج لقدر أو آنية قديمة من الفخار مع طبق الكسكاس والمستخدمة في إعداد وجبة الكسكس.
وخلال مشاركتها في الجلسة، أشارت زهيه بن عبدالسلام الأستاذة في علم الإنسان والتاريخ بالمركز الوطني للعصور ما قبل التاريخ بالجزائر العاصمة، إلى مساهمة الجزائر في دعم تجربة تسجيل الخط العربي في اليونسكو، مستعرضة منهجية العمل وكيفية التسجيل والإجراءات الميدانية والتحديات المصاحبة والأهداف المنشودة، فضلاً عن التواصل الذي تم مع الخطاطين والحروفيين من الجزائر والذي توج بإصدار كتاب حول التراث والحروفية في الخط العربي.
أما الدكتور د. محمد بغدادي الكاتب الصحفي ومدير تحرير مجلة روز اليوسف والفنان تشكيلي ومنسق عام ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي، فتحدث عن دوره كخبير علمي في إعداد الملف واجتماعي اللجنة التنسيقية الأولى والثانية في كل من القاهرة والرياض، مشيراً إلى أن الخط العربي يؤكد القواسم المشتركة بين جميع الدول العربية، ولا سيما أن اليونسكو تمنح الأولوية في التسجيل والإدراج في قائمتها للملفات المشتركة.
وأشار إلى أن جهود إبراز الخط العربي قديمة، ومن ذلك معرض الخط العربي ضمن فعاليات معرض فرانكفورت عام 2004 في دورته 56 حيث كانت الثقافة العربية ضيف شرف في المعرض وتم تقديم الخط العربي حينها، وهذا ما ساعد في توفير بيانات كاملة عن الخطاطين في 22 دولة عربية، والممارسين والجمعيات المرتبطة بالخط العربي، والاستفادة منها في الملف، رغم ضيق الوقت المتاح حينها في نهاية 2019 وبداية 2020 لإعداد وإنجاز الملف.
وأما الجزائرية الدكتورة ويزا قالاز في مجال الفلسفة والباحثة في الأنثروبولوجيا وعلم التراث والخبيرة في لدى اليونسكو حول التراث الثقافي غير المادي، فتناولت الجهود التي بذلت في ضمان مطابقة ووفاء الملف للمعايير الفنية والتقنية للمشاركة، ومن أهمها أن تكون فكرة الملف بمبادرة واقتراح وموافقة من أهل الاختصاص للعنصر، وأن يكونوا مشاركين طوال مراحل إعداد الملف، مشيرة إلى أن الرسائل التي تكتب من المجتمع المدني هي رسائل هامة يجب أن تصدر عن قناعة ومعرفة تنم عن مشاركتهم في المجتمع.

البلقان علاقة تاريخية مع العرب والمسلمين

شهد المقهى الثقافي جلسة ناقشت العلاقات الثقافية والحضارية بين منطقة البلقان والعالمين العربي والإسلامي قدمها كل من الدكتور مسعود إدريس والدكتور محمد علي، وتمحورت موضوعاته حول العلاقة بين هذه المنطقة والعالم العربي مع اختيار مقدونيا الشمالية نموذجاً، وتناول إدريس جغرافية البلقان وصلتها، واهتمام الشيخ سلطان بالخرائط والجغرافيا المرتبطة بالتاريخ وتمثل ذلك عبر المؤلفات العديد في هذا الجانب.
وعقد إدريس مقارنة بين شبه الجزيرة الآيبرية (حيث الأندلس سابقاً) وشبه جزيرة البلقان، التي تعد بحسب رأيه أقرب للعالم العربي من غرب أوروبا سواء من ناحية ثقافية أو جغرافية أو من حيث الهوية، داعياً إلى إدراج الجغرافيا في توصيف المساقات الجامعية في الجامعات العربية وتدريس تاريخ البلقان في هذه الجامعات، لأن الحضارة الإسلامية العربية ما زالت قائمة في تلك المنطقة، هوية وروحاً وقيماً، بعكس الأمر في شبه الجزيرة الآيبرية الذي بات مجرد مباني ومعالم عربية وإسلامية يتم زيارتها سياحياً دون وجود رابط ثقافي مشترك، مشيراً إلى أن البلقان تضم 50 مجموعة شعبية تختلف في اللغة والدين، لكن تأثير اللغة العربية بكلماتها وحرفوها على هذه الثقافات في البلقان كبيرة ومهمة.
وأوضح أن اللغة الصربية مثلاً تضم 5 آلاف كلمة عربية الأصل حتى الكتابة كانت موجودة منذ بداية القرن التاسع الهجري عندما دخلت الأحرف العربية مناطق البلقان.
من جانبه تطرق الدكتور محمد علي إلى أن التسعينات من القرن الماضي شهدت بداية العلاقة الثقافية بين الإمارات ومقدونيا، حين توافد آلاف الطلاب المقدونيين الشماليين إلى الإمارات لطلب العلم في المعاهد والكليات الإسلامية الإماراتية، وفي عام 1999 برزت تلك العلاقات من خلال عدد من المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات لمساعدة اللاجئين الذين توافدوا على مقدونيا بسبب أحداث تلك الفترة، وفي المجال الثقافي كان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دور ثقافي رائد في تعميق الصلات الثقافية بين البلدين، حيث بنى سموه أول كلية إسلامية في المنطقة، وهي كلية العلوم الإسلامية في مقدونيا الشمالية،

الحيوان في المعتقد الشعبي الإماراتي

من جانب آخر، شهد الملتقى جلسة ثانية عن الحيوان في المعتقد الشعبي الإماراتي قدمها الأستاذ والباحث علي المغني، مستعرضاً ما أثير فيها من حكايات وأساطير ارتبطت بالمخيال الشعبي الإماراتي، واستهل المغني حديثه عن معنى المعتقد الشعبي والتراثي الذي يختلف من ثقافة إلى أخرى ويحمل تفسيرات متنوعة مرتبطة بالطبيعية والتربية والتعليم والأديان، ثم استعرض المغني أمثلة عن بعض المعتقدات المختلفة حول الحيوان، عند سكان الإمارات، في مناطق متنوعة منها.
مركز الحرف استعادة لتراث الماضي
يمثل مركز الحرف الإماراتية بمعهد الشارقة للتراث ملتقى نشطاً وحياً خلال أيام الشارقة التراثية من خلال مجموعة الورش والدورات التدريبية العملية التي يقدمها للزوار وبمشاركة العديد من ممثلي الدول العربية.
وقالت خلود الهاجري مدير المركز إن النسخة الحالية شهدت استقطاب مشاركات حرفية من خارج دولة الإمارات، من دول خليجية وعربية وأجنبية بالإضافة إلى المراكز والجمعيات والمؤسسات المحلية المختلفة.
وأضافت إن الجهات المحلية المشاركة في المركز تمثلت في كل من جمعية النخيل للفن والتراث الشعبي برأس الخيمة، ومركز التنمية الاجتماعية بجلفار والتابعة لوزارة تنمية المجتمع، وجمعية المطاف للتراث والفنون البحرية في رأس الخيمة، والاتحاد النسائي العام بأبوظبي، ومؤسسة الشارقة للفنون، لافتة إلى المشاركات من خارج الدولة تمثلت في كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين وقطر والأردن ومصر والمغرب وإيطاليا، والتي شاركت في عرض مجموعة من الحرف التقليدية وعقد الورش التدريبية حولها ضمن ورش “غرس”، ومنها التلي والسفافة والسدو والدمى والأزياء التقليدية والتطريز على الحقائب وصناعة الفخار.
فيما كان الجمهور على موعد يومي مع برنامج الطبخ الشعبي وبمشاركة الشيف زهرة حسين مبارك ومحمد بديع كامل من مملكة البحرين، والشيف خلود خالد السولين من السعودية والشيف نعيمة الكيومية من سلطنة عمان.

فن الرسم بأقلام الفحم

استضاف البيت الغربي ورشة للمهندسة وفاء داغستاني حول فن الرسم بأقلام الفحم، والذي يعتبر فناً قديماً ارتبط باكتشاف الإنسان للنار واستخدام الفحم المتبقي منه في الرسم والتلوين به، وهو فن يبدو أنه يكاد قد اندثر بعد ظهور الألوان الأخرى. واستعرضت داغستاني في بداية ورشتها مزايا الرسم بالفحم بما فيه من واقعية وتدرجات لونية عديدة، مشيرة إلى أهم تقنياته من خلال طريقة إمساك القلم، وأفضل أنواع الأقلام المستخدمة فيه، وأن الأطفال الصغار ينصحون بالبدء بالرسم بأقلام الرصاص ثم التدرج إلى الرسم بالفحم.
كما استضاف البيت الغربي محاضرة حول مناهج دراسة التراث الثقافي غير المادي – التحليل النفسي الأنثروبولجي نموذجاً قدمها الباحث التونسي الدكتور محمد جويلي من جامعة منوبة والأستاذ زائر العديد من الجامعات العالمية، وتحدث جويلي خلال الجلسة التي قدم لها الدكتور صالح هويدي عن التحليل الأنطولوجي مقارنة بالتحليل النفسي الأنثروبولوجي للتراث اللامادي، وأشار إلى أن التراث غير المادي يشمل القصص والحكايات والأمثال وكل ما هو متعلق بالعادات والتقاليد، مؤكداً أهمية الجانب المنهجي في تناول هذا التراث من خلال المناهج التي تتعامل مع النصوص بصفة عامة ولا سيما التراث اللغوي.
واعتبر جويلي أن الحكاية مثل الحلم يربطهما الخيال بشقيه الفردي والجمعي، مؤكداً ضرورة الاحتكام إلى الرموز الثقافية وتحليلها من خلال علم الإنسانيات الحديث كون العلامة اللغوية اعتبارية.

“الأعمدة الستة” لمسة وفاء من الأيام

من ضمن أهم المعارض التي تستقبل زوار أيام الشارقة التراثية معرض “الأعمدة الستة”، الذي يكرّم شخصيات أسهمت في مسيرة حفظ التراث بأنواعه، حيث يزخر التراث الإماراتي بالعديد من الباحثين الإماراتيين والأعلام العرب الذين اشتغلوا به وعكفوا على رصده وتوثيقه، بأساليب ومنهجية مختلفة، ومن بين الرموز والأعلام من نبش الذاكرة الشعبية الإماراتية وأخرج ما فيها من ذخائر العلوم وفرائد الفنون ورمموا ذاكرة المكان.
وفي لمسة وفاء من إدارة معهد الشارقة للتراث، يأتي هذا المعرض في ساحة التراث الذي يحتفي بكوكبة من الباحثين الذين رحلوا عن هذه الدنيا بعدما تركوا مآثر خالدة وبصمات بارزة في مسيرة التراث الشعبي خصوصا والموروث الثقافي بشكل عام. وهم قامات أتحفونا بجهدهم المخلص وجدهم الثري: وهم الفنان الموسيقى إسماعيل فرج الشامسي، وخبير التراث العمراني عبدالستار العزاوي مستشار تطوير الحرف عزيز زرنارة، والباحث والكاتب في مجال الثقافة والتراث والمسرح عبدالجليل السعد، و الشاعر والكاتب والباحث في شؤون التراث الإماراتي والاستشراق الغرب عمار السنجري، والباحث التراثي محمد خلفان صندل.

 

 

2022/03/27 10:24م تعليق 0 504

ذات صلة

تشهد مشاركة واسعة وحضورا عربيا وعالميا كبيرا ...

الشارقة ـ آمال إيزة ***   عبد العزيز المسلم: * الإجراءات التي تعتمدها الشارقة في حماية التراث تنسجم مع المقتضيات التي حددتها منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني   * «التراث والمستقبل» شعار جامع يؤكد على جهود معهد الشارقة للتراث في زرع القيم واستنهاضِ الهمم...

مدينة الذيد تدشن عرسها الثقافي في «أيام الشارقة...

  * عبدالعزيز المسلم: المهرجان يستقبل ما يقارب 30 ألف زائر في 3 أيام * حصن الذيد حاضنة التراث ومنطلق خصب لتاريخ المنطقة الشارقة ـ آمال إيزة     وسط أجواء احتفالية ثقافية وتراثية رائعة، افتتح سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس...

«أيام الشارقة التراثية» تواصل ألقها الثقافي والفني والترفيهي...

  الشارقة ـ آمال إيزة       عبد العزيز المسلم: * الشارقة في نهضتها وتنميتها الشاملة تحلق بجناحين قويين يمثلان الأصالة والمعاصرة، في تمسك عميق بقيم وهوية الماضي وتطلع واثق يصنع المستقبل ويستشرفه   * تراث الأمم والشعوب بأصالته وحيويته وحضوره هو الجسر الآمن للعبور...

مصر و«اليونسكو» تبحثان تعزيز التعاون الأثري

      بحث أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، ود. نوريا سانز، مدير المكتب الإقليمي لـ «اليونسكو» بالقاهرة، تعزيز التعاون المشترك والتدريب وبناء القدرات في مجال العمل الأثري. وثمن الوزير التعاون القائم بين مصر والمكتب الذي يعد أول مكتب إقليمي للمنظمة يُقام خارج...

مصر حاضرة بقوة والسودان ضيف الشرف ويحيى الفخراني...

    كتبت ـ آمال إيزة        * عبدالعزيز المسلّم : الشارقة قِبْلَةً يؤمّها الرواة والخبراء والباحثون من كل مكان       كشف سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث عن تفاصيل الدورة 21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، التي تجري تحضيرات تنظيمها وستقام ما...

المُصممة اليمنية شروق النهدي لـ«القاهرة اليوم نيوز»: سعيدة...

  الشارقة - آمال إيزة   أعربت المُصممة اليمنية المقيمة بالإمارات العربية المتحدة بإمارة الشارقة شروق خالد النهدي عن سعادتها بمُشاركتها لأول مرة بفعاليات أيام الشارقة التراثية التي ينظمها معهد الشارقة للتراث كما تقدمت بالشكر لعائلتها التي دعمتها وساندتها في موهبتها منذ...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز