كتب ـ كريم عبد العزيز
“مش معقول حسين مات ياحبيبى يا صاحبى ” بتلك الكلمات استقبل أهالى دمياط خبر وفاة المقدم حسين القندقلي الذى نزل خبر وفاته كالصاعقة على أهالى دمياط وتحولت صفحته على الفيس بوك لدفتر عزاء. ولما لا فقد كان الأبن والأخ والصديق لكل من يعرفه أو يتعامل معه بحكم عمله كضابط مباحث فى مديرية أمن دمياط .
والدته وزوجته دخلن فى حالة انهيار تام فلم تتخيل الأم وفاة نجلها الأصغر الذى كان كل شئ لديها فى الحياة لم يكن يتوجه لعمله يوميا قبل السؤال عنها والاطمئنان عليها وتلبية مطالبها فقد كان بارا بوالديه منذ أن كان صغيرا أم زوجته فلم تتمالك نفسها وسقطت مغشيا عليها أكثر من مرة خلال صلاة الجنازة داخل المسجد لم تنسى حينما خاطبته وأبلغته بمرض نجله فأصر على القدوم فجرا دون الانتظار حتى الصباح الباكر فقد كان شديد التعلق بأطفاله يتوجه بهم لممارسة الرياضة فى النادى ويهتم بكافة تفاصيلهم رغم انشغاله الكبير فى عمله فقد كان ينتهز اللحظات ليتفسح بصحبة أسرته الصغيرة كما كان شديد التعلق بأصدقاءه لا يترك مناسبة إلا وكان لجوارهم سواء كانت المناسبة فرح أو حزن دائم التودد للكبير قبل الصغير.
طوال سنوات عمره ال38 تميز حسين القندقلي بشاشة الوجه وسعة الرحب وابتسامته التى لا تفارق شفتاه كما تميز بدماثة الخلق وحسن السيرة قضى القندقلي سنوات عمره متنقلا بين ضابط مباحث بمراكز فارسكور ودمياط ليختتم برئيس إدارة مكافحة الأسلحة والذخيرة غير المرخصة ولكن خلال فترة توليه مركز دمياط واجه العصابات الإجرامية والإرهاب بصدر مفتوح لايكل ولا يمل عمل على تطهير بحيرة المنزلة من عناصر الإجرام التى استوحشت كما تولى زمام الأمن بأكبر دائرة تحوى بؤر الإرهاب ليس فى دمياط فحسب بل بقطاع الدلتا ولم لا فالبصارطة والخياطة دائما ما تتصدرا المشهد فى الإرهاب.
ولعل أبرز الخلايا التى ضبطها القندقلي خلية كانت تخطط لإرتكاب عمليات إرهابية وإثارة الفتنة ومهاجمة دور عبادة قبطية والتعدى على قوات الأمن فى ذكري 25 يناير عام 2015 م فضلا عن القبض على العديد من كبار رؤوس الإرهاب حتى بات مصدر إزعاج لهم فهددوا بإغتياله ونشروا صوره وصور أسرته عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك وعبر أبواقهم الإعلامية ليسقط حسين شهيد العمل خلال عودته من تأمين منتدى شباب العالم بشرم الشيخ ليتوفى فى حادث سير على طريق بورسعيد ولتدمع أعين محبيه مسلمين وأقباط كبار وصغار رجال ونساء ولم لا وقد عاش القندقلي يحافظ على أمن محافظته ببسالة ولم يتخيل أحد يوما ما أن يتوفى هذا الشاب البشوش فى حادث سير فى سن صغير ليشيع جثمانه الآلاف فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة من مسجد البحر فى دمياط مسقط رأسه.
