تطوان – محمد سعد
أكد الدكتور حسين ابو اربيع العدوان.. امين عام حزب الاتجاه الوطني الاردني .. نائب رئيس تيار الاحزاب الوسطية رئيس جمعية السلام .. وسفير حقوق المرأة في المنظمة الدولية في كلمته في ملتقى الطيب الإدريسي الدولي الرابع بتطوان .. اننا نقف على اعتاب مرحلة حقيقية للمساهمة الفاعلة في دور بارز من خلال المرأة لتناول احد اهم المواضيع المتعلقة بالمرأة و تأثيرها في المجتمعات والدول وقدرتها على المشاركة السياسية من اجل التنمية المستدامة وصولاً لتحقيق اعلى درجات السلم المجتمعي من خلال قدرتها الفائقة على ادراك المشكلات وتجاوزها والعمل على ايجاد الحلول بشكل علمي واقعي.
وقال العدوان ان المدخل الرئيسي للمرأة كان متواكباً مع بدء الدخول في الحياة السياسية ومتابعتها للوظائف الاساسية و تجذير وتطوير النظم و الممارسة السياسية لتصبح اكثر ديمقراطية في التعامل و اكثر احتراماً لكرامة الانسانية و مطالبها عامة .
ولقد عززت مشاركة المرأة في كافة مناحي الحياة من خلال الاسهام الحر الواعي في صياغة نمط الحياة المجتمعية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما يعزز فرص السلم المجتمعي والسلام الدولي لذلك ان اتاحة الفرصة الكافية للمرأة للمساهمة الفاعلة جاء من خلال قيامها بالمشاركة بصياغة الاهداف العامة و حركة المجتمع و تصور افضل الوسائل لتحقيق هذه الاهداف و تحديد اهمية الدور في الانجاز بدءاً من المهام اليومية التي تتجمع على المستوى المجتمعي في صورة اهداف تشكل القناعات بها والمشاركة في صياغتها للدفاع عنها في مواجهة كل ما يعترض سبيلها من عقبات لذلك كان التأثير واضحاً للمرأة في الحياة العامة بجملة من المتغيرات اهمها كماً و نوعية المنبهات والمحددات السياسية التي يتعرض لها المجتمع والحالة الاقتصادية والخلفية الاجتماعية ومدى المستوى التعليمي وتوافر الضوابط والتنظيمات القانونية ولعبت دوراً بارزاً من خلال فاعلية القنوات المؤسسية للتعبير والعمل الديمقراطي فكلما تطور وضع المرأة من الناحية الفكرية ارتفع مستوى العطاء و ساعد على زيادة اكتساب المهارات والفرص والدوافع اللازمة والمحفزة للقطاعات المختلفة للمشاركة في السلم المجتمعي كمؤشر هام من مؤشرات النمو الاجتماعي و فاعلية المرأة المجتمعية جنباً الى جنب مع الفئات المختلفة لذلك فإن مشاركة المرأة السياسية في كافة مناحي الحياة ترتبط مباشراً بالمرأة ودرجة الوعي المجتمعي مؤكداً ان المساهمة الحقيقية للمرأة في خلق السلم المجتمعي هو جزء لا يتجزأ من العملية السلمية المتكاملة لاهميتها على صعيد القدرة على تحديد الخيارات و صنع القرارات المصيرية التي هي جوهري في الاساس للبشرية .
واستطرد العدوان .. المرأة ساهمت عبر العصور المختلفة بإزالة كافة العقبات و تحويل الاتجاهات و السلوكيات النمطية في المجتمع والمؤسسات بإتجاه إيجابي عن طريق التدرج السلمي للتغيير من القاعدة الاجتماعية امتداداً الى جميع الفئات بمعنى المساهمة في التنمية كنقطة بداية تمكينية في تغيير المنظومة القيمية لدى المجتمعات لتغيير افكارهم و توجهاتهم و من ثم استثمار انعكاس ذلك على السلوكيات في الحياة العامة و اقامة التغيير الاجتماعي الجذري بما يحقق تبني مصطلح السلم المجتمعي كإستراتيجية و مدخل عريض للتنمية المتكاملة من اجل تحقيق الامن والسلم كمفهوم اجتماعي سياسي وعملية مركبة على مستوى العائلة و المجتمع بما في ذلك تجاوز الخيارات التي تتعارض في السياق الاجتماعي و خلق مفاهيم جديدة لمعتقدات بنائية مرادفة لمعاني الحقوق في العيش الكريم و التحرر من كافة نتائج الجهل و الحط من الكرامة الانسانية و من هذا المنطلق فإن التنمية الانسانية تشكل احد المعايير المتميزة التي ادت الى بلورة فكر قائم على استثمار قدرات المرأة سواء في التعليم او الصحة و تحسين المستوى الاجتماعي و اداء الدور الكامل في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية كوسيلة يشترك بها كافة الافراد في الجهد التنموي و التخطيط والتنفيذ من اجل المحافظة على السلم كحقيقة واقعة و اتاحة الفرصة للجميع لإتخاذ و تحقيق النواحي الاجتماعية استناداً الى الاستدامة في عملية توسيع خيارات المرأة و قدراتها على تكوين رأس مال اجتماعي يقوم بتلبية احتياجات الاجيال بأعدل صورة ممكنة دون الضرر بالاجيال القادمة و من ثم الانطلاق نحو الانتاجية من خلال المساهمة في الانتاج كعملية مهمة ومتغيرة بتغيير حاجات الناس و مستوى و طرق ثقافاتهم تحقيقاً للاشتراك الكامل لكافة الافراد بالمشاركة تحت بند صياغة القانون في كل مكان لتسهم المرأة تحديداً من خلال هذه المظلة في العملية التنموية التي تشكل ثنائية المرأة و التنمية من منظور تاريخي ومناهج و سياسيات للعديد من المراحل التي انعكست بشكل عام على التوجهات العالمية الحقيقية للسلم ولن يكون بالإمكان تحقيق إتخاذ قرارات للمساهمة في تحقيق السلم دون الأخذ بتوجهات المرأة و الاعتراف بواقعها و خبراتها في رسم الاستراتيجات الجديدة الانتاجية والصائبة من حيث الايجابية في اطار منظومة السلم العالمي.
وقال الدكتور حسين ان المرأة تمكنت من خلال مشاركتها المجتمعية بتوسيع نطاق الفرص و الخيارات والبدائل بعد ان قامت بتطوير قدراتها التي تجعلها تمتلك القوة والقدرة على احداث التغيير في مجتمعها و اكتساب مصادر القوة الذاتية لديها مما ادى الى تعالي النداءات من اجل ادماج المرأة في قلب العملية الديمقراطية وفي قلب عملية اتخاذ القرارات الديمقراطية و بناءاً على ذلك وفي ظل المعطيات الاجتماعية التي تميز نشاطات المرأة و مساهمتها على جميع الاصعدة واهمية التغيير المتعلقة في كافة المناحي تحقيقاً لمجتمع ديمقراطي قوي الصلة بثقافته مدركاً الدور الذي يكون داخل المجتمع و يشكل منطلقاً و حضناً لفكر ثقافي وطني عروبي يحقق السلم والسلام و يؤمن بدور المرأة التنموي الذي ينذر بولادة معايير حقيقية تطرح فكرة إعادة البناء من خلال الحوارات واللقاءات في حقل و ميادين الساحات الوطنية على اختلافها للإرتقاء ما فوق الطائفية و المهاترات الفكرية و الصراعات الاقليمية المذهبية والسياسية و تغليب السلام و الفكر الجامع للعيش التاريخي المشترك وفق المبادئ الديمقراطية لجميع المجتمعات ضمن عروبتها و اسلامها و وطنها العربي الكبير لتكون البنية الاجتماعية والمجتمعية و السياسية تشكل صور حديثة لاحلال السلم مستخدماً مجالات تقوم على الممارسات الناجحة و تنطلق من القواعد والمثل العليا والمبادئ الفاضلة كحالة تسعى للصوابية المستدامة إتجاه تحقيق اكبر قدر ممكن في تحقيق و تبني الافكار الخلاقة المؤدية الى ارساء مفاهيم السلم والعدل و العدالة وفق منظومات متكاملة من الفكر الواعي القائم على ثوابت القيم والمبادئ والاخلاقيات الانسانية العامة التي تشكل القاسم المشترك الاعظم بين كافة القطاعات المجتمعية في انحاء العالم واستثمارها كركائز حقيقية للبناء عليها تحقيقاً للسلم على مستوى المنطقة والاقليم و العالم .
