كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة من مساء أمس، وصلت قوة أمنية من إدارة البحث الجنائي بقطاع جنوب الجيزة، إلى مكان محكمة جنوب الجيزة بميدان الجيزة، وكانت برفقة القوة “فتاة”، تدعى “آية” في العقد الثاني من عمرها، صعدت القوة برفقة الفتاة إلى الطابق السابع بمقر المحكمة.
ومثلت الفتاة أمام رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، المستشار محمد خالد رئيس النيابة، وقال لها المحقق: “أنت في منتصف شهر يونيو العام الماضي ارتكبت واقعة قتل لطفلك أحمد 3 سنوات حرقا، فهل أنت مذنبة؟ فوقفت الفتاة البالغة من العمر 23 سنة وتعمل بائعة شاي، ورفعت رأسها ونظرت إلى المحقق وقالت له: “أيوه.. أنا اعترف بقتله.. كنت بتعاير بيه.. اشتريت بنزين وحرقت الشقة وهو كان فيها.. كنت بتخلص من العار”.
المشهد السابق جاء أثناء إعلان نيابة حوادث جنوب الجيزة، المتهمة بقرار إحالتها للمحاكمة الجنائية، بتهمة القتل العمد لطفلها “أحمد” 3 سنوات. أوراق
القضية احتوت على تفاصيل كثيرة عبارة عن تحريات المباحث، وتحقيقات النيابة، وأقوال عدد من الشهود، واعترافات للفتاة المنسوب إليه تهمة القتل العمد فى وقت معاصر للجريمة.
وبدأت الواقعة في منتصف شهر يونيو الماضي، حينما تلقت أجهزة الأمن بلاغا من أهالي سكان منطقة أبوالنمرس، بنشوب حريق فى إحدى الشقق السكنية في العقار، وانتقلت آنذاك قوة من مباحث الجيزة و3 سيارات إطفاء، وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق وجاءت المعاينة التي أجراها ضباط المباحث، تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الشقة عبارة عن غرفتين وصالة وحمام، وتقع في الطابق الأرضي بالعقار المكون من 5 طوابق، وأثناء الفحص عثرت القوات على جثة متفحمة لطفل لم يتجاوز الثلاثة سنوات، وبدأت القوات فى استجواب الجيران.
وبالتزامن مع مناقشة سكان العقار وشهود العيان كان هناك إخطارا لنيابة حوادث جنوب الجيزة، وانتقل محقق النيابة، وعاين الشقة، وقررت النيابة انتداب المعمل الجنائي لبيان أسباب الحريق، وقررت عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.
ومع انتهاء معاينة النيابة كانت قوات الشرطة تحت قيادة اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، قد توصلت إلى مستأجرة الشقة، وتبين أنها تدعى “آية” 23 سنة بائعة شاي في موقف سيارات المنيب، وعقب التوصل إليها بدأت القوات في استجوابها في بداية الأمر وقالت آنذاك إنها تركت طفلها وذهبت للعمل وأثناء وجودها في الموقف اتصلت بها إحدى جيرانها أبلغتها بتفاصيل الحريق ومصرع ابنها، ولا تعلم أي تفاصيل عن الحريق.
عقب الانتهاء من المناقشة الأولية لمستأجرة الشقة، والجيران، تم عقد اجتماع موسع مع ضباط قطاع جنوب الجيزة، وتم تشكيل فريق بحث وتحر لكشف ملابسات الواقعة، وجاءت خطة البحث كالتالي: مناقشة الأم مرة أخرى وفحص علاقاتها، وفحص قاطني العقار وذلك بعدما أظهرت المعاينة الأولية بأن سبب الحريق مادة تساعد على الاشتعال، وبدأ فريق البحث فى فحص خط سير الأم.
وتبين أنها غادرت الشقة قبل تصاعد الدخان بدقائق، كما أنها سيئة السمعة والطفل الذي توفي طفل سفاح، وتم تقنين الإجراءات وتكثيف التحريات، وأكد أحد سكان العقار وجيران الأم بأنه شاهدها تهرول في وقت معاصر لنشوب الحريق، وتم استجواب الأم مرة أخرى، وجاء فى محضر الشرطة آنذاك أن المتهمة المتشبه فيها اعترفت بارتكابها للواقعة وقالت إنها أضرمت النيران في الشقة للتخلص من الطفل لحملها به سفاحا من أحد الأشخاص بعد أن أقامت علاقة غير شرعية معه، فقررت قتل الطفل بسبب معايرتها به.
وعقب تسجيل اعترافات المتهمة، أمر اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيق نيابة حوادث جنوب الجيزة، عقب ورود تحريات المباحث حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه، أصدرت النيابة قرارا بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة الجنايات.
