كتبت ـ دينا شفيق
زي النهاردة 19 ديسمبر ذكرى اندلاع حرب “الهند الصينية” الأولى عام 1946، والتي شهدت قتالا بين فيتنام وقوات الاحتلال الفرنسي .
استطاعت فرنسا احتلال الهند الصينية لتصبح الهند الصينية الفرنسية عام 1887، بضم 3 أقاليم فيتنامية هي تونكين وأنام وكوشين الصينية، ثم انضمت كمبوديا ثم لاوس عام 1893، لتكون اتحادا فيدراليا عام 1900 في شبه الجزيرة.
قامت اليابان باحتلال فيتنام خلال الحرب العالمية الثانية عام 1940، لتقطع خط الإمدادات الصينية لقوات الحلفاء والقوات الفرنسية، ودعما لحكومة فيشي الموالية للنازية.
وتعاونت حكومة فيشي الفرنسية مع قوات الاحتلال الياباني في الهند الصينية، وبخاصة مع رغبة اليابانيين في الاستفادة من الموارد الطبيعية الموجودة بالمنطقة.
في أغسطس عام 1945 استسلمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، معلنة انتصار الحلفاء ومعه بدأت المطالبة باستقلال فيتنام، فأشعلت قوات “فيت منه” وهي قوات عصبة استقلال فيتنام، ثورة في الشمال وأطاحت بالإمبراطور باو داي، لتقوم دولة مستقلة في شمال فيتنام، بينما ظل الوسط والجنوب في يد بريطانيا، التي سمحت لفرنسا بالعودة مرة أخرى لجنوب ووسط فيتنام.
قاد هو شي منه قوات “فيت منه” لمقاومة الاحتلال الياباني، ثم قاد الثورة ضد باو داي والإطاحة به، لتضطر فرنسا لتوقيع اتفاق بينها وبين هو شي منه، يعترف بدولة فيتنام تابعة للاتحاد، مع بقاء قوة فرنسية صغيرة في المنطقة.
ظهرت نوايا فرنسا في احتلال المنطقة مرة أخرى بشكل كامل، مع دعمها لاستقلال كوشين الصينية الواقعة في وسط فيتنام ، في الوقت ذاته أرسل هو شي منه، في صيف عام 1946 لباريس، لمناقشة مسألة الاستقلال وهو ما انتهى إلى طريق مسدود.
في نوفمبر قصفت القوات الفرنسية مدينة هيفونج واحتلتها، وعلى إثرها اندلعت الحرب في 19 ديسمبر عام 1946، حينما هاجمت قوات “الفيت منه”، المصالح الفرنسية في العاصمة الفيتنامية هانوي.
عملت قوات “الفيت منه” بأسلوب حرب العصابات طوال فترة الحرب، لضرب المصالح الفرنسية في الهند الصينية.
شهد وادي دين بييان فو المعركة الأخيرة بين الفيت منه بقيادة القائدة العسكري فو نوين جياب والقوات الفرنسية عام 1954 ليسقط الوادي في يد الفيت منه في مايو، لتكون هي المعركة شبه الحاسمة في حرب الهند الصينية الأولى.