أجرى الحوار ـ محمد النحاس

نائب الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض: البحرين بلد يرحب بالجميع .. الأشقاء الخليجيين والعرب والسياح والزوار الأجانب

* هيئة البحرين للسياحة والمعارض وضعت مسألة “تسهيل الدخول” إلى البلاد ركيزة أساسية في استراتيجتها السياحية الجديدة

* تعزيز مقومات الإقامة السياحية .. تعزيز فرص الاستثمار السياحي .. تطوير البنية التنظيمية القانونية والإدارية .. تحديد أفضل وكلاء السفر في الأسواق الرئيسية المستهدفة 

* لدى البحرين عدد من المشاريع السياحية الطموحة الكبرى التي من شأنها تغيير معالم خريطة السياحة في المملكة نحو الأفضل

* الترفيه أحد أهم أسباب السياحة الوافدة إلى البحرين

* جزر حوار وباب البحرين وقلعة البحرين وخليج البحرين وجزر حوار ومتحف بيت القرآن ومسجد الفاتح .. من أهم الوجهات السياحية في البحرين

* القطاع الخاص شريك أساسي في عملية التطوير السياحي في البحرين

* البحرين ومصر احتضنتا أقدم حضارتين على مر التاريخ هما دلمون والفراعنة

* لدى مصر الشقيقة تجربة في مجال السياحة هي الأعرق على مستوى المنطقة

* من أوجه التعاون بين مصر والبحرين تشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاع السياحي .. وتنظيم دورات تدريبية للمرشدين السياحيين .. وتبادل الخبرات والتجارب

* لدينا العديد من المقاصد السياحية الجاذبة التي يتم تجديدها باستمرار، ومع التعافي من جائحة كورونا بدأنا نلمس إقبالا أكبر من المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين على المقاهي والمطاعم والشواطئ التي بدأت تفتح أبوابها تدريجياً لاستقبال الناس

’’توقع خبراء في النشاط السياحي بأن عام 2022 هو عام عودة السياحة مره أخرى على مستوى العالم ، وذلك بعد تطعيم الملايين من الأفراد على مستوى العالم ضد فيرويس كورونا المستجد covid 19 وإلحرص على تطبيق الإجراءات الاحترارزية المتبعة وعودة الطيران بعد فترة إغلاق طالت أكثر من 6 شهور في معظم دول العالم؛ مما أدى إلى إعادة العديد من الدول العربية والأجنبية حساباتها والاستعداد لعودة السياحة مره أخرى’’

وفي إطار استراتيجية هيئة البحرين للسياحة والمعارض للتوجه نحو الأسواق العالمية الأكثر تصديراً للسياح والترويج للبحرين كوجهة سياحية مثالية في المنطقة، التقت جريدة (القاهرة اليوم نيوز) بالأستاذه الفاضلة فاطمة الصيرفي نائب الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض وكان حوارنا كالآتي ..
* ما هي خطة مملكة البحرين في المستقبل حول الاستراتيجية الجديدة لجذب السياحة ؟
** لقد أعلنت هيئة البحرين للسياحة والمعارض مؤخرا عن الاستراتيجية السياحية لمملكة البحرين للأعوام 2022-2026، وذلك في إطار مواصلة هيئة البحرين للسياحة والمعارض تركيز جهودها على وضع القطاع السياحي ضمن القطاعات الواعدة للاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وبما يتماشى مع رؤية البحرين 2030، والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف الطموحة لخطة التعافي الاقتصادي التي أعلنت عنها الحكومة الموقرة مؤخرا.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى رفع إجمالي عدد الزوّار القادمين إلى مملكة البحرين للسياحة إلى 14.1 مليون زائر في 2026، وزيادة متوسط إنفاق الزائر يوميا إلى 74.8 دينار بحريني، ورفع متوسط الليالي السياحية إلى 3.5 يوم. وذلك بما يعزز من دور السياحة في رفد الاقتصاد الوطني، ويسهم في زيادة تنافسية المملكة وجذب المزيد من الاستثمارات التي يعود أثرها على الوطن والمواطنين.
وقد وضعنا لأنفسنا هدفا كبيرا من خلال الاستراتيجية السياحية الجديدة لمملكة البحرين من خلال رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للملكة إلى 11.4%، ارتفاعا من 4% في العام 2015 و7% في العام 2019، ونحن قادرون بمشيئة الله على تحقيق هذا الهدف بناء على العديد من العوامل من بينها الدعم الكبير من الحكومة الموقرة للقطاع السياحي الذي يمثل أحد أهم القطاعات الواعدة في البحرين، والانتهاء من مشاريع سياحية متنوعة وعملاقة نسبيا خلال الفترة من 2022 وحتى 2024، ربما نستعرضها باختصار لاحقا.
* هل هناك رؤية حول تنشيط القطاع السياحي من خلال جذب المزيد من السياح العرب والعمل على إلغاء التأشيرات بين البلدين ؟
** البحرين كما يعرف الجميع بلد يرحب بالجميع، الأشقاء الخليجيين والعرب والسياح والزوار الأجانب، ولقد وضعت هيئة البحرين للسياحة والمعارض مسألة “تسهيل الدخول” إلى البلاد ركيزة أساسية في استراتيجتها السياحية الجديدة، إضافة إلى ركائز أخرى من بينها تنويع وتطوير عناصر الجذب السياحي بما تتضمنه من مشاريع وفعاليات، والتسويق والترويج بالشراكة مع القطاع الخاص والناقلة الوطنية “طيران الخليج” بجانب تعزيز مقومات الإقامة السياحية ومتطلباتها من تعزيز فرص الاستثمار السياحي وتطوير البنية التنظيمية القانونية والإدارية الحاضنة لها، كما قامت هيئة البحرين للسياحة والمعارض بتحديد أفضل وكلاء السفر في الأسواق الرئيسية المستهدفة.
* ما هي أوجه السياحة في مملكة البحرين ؟
** تعمل البحرين على تنويع المنتج السياحي وتنشيط مختلف أنواع السياحة، بما في ذلك سياحة الأعمال والسياحة الرياضية والسياحة الترفيهية والسياحة العلاجية والإعلام والأفلام السينمائية.
ويشكل العطل والترفيه أحد أهم أسباب السياحة الوافدة إلى البحرين، إضافة إلى التسوق، وزيارة الأهل والأصدقاء، والأعمال المهن، وأسباب أخرى.
ومعروف عن البحرين غناها بالأماكن السياحية المتنوعة، يمكن أن نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر جزر حوار وباب البحرين وقلعة البحرين وخليج البحرين وجزر حوار ومتحف بيت القرآن ومسجد الفاتح وعدد كبير من المجمعات التجارية والفنادق الضخمة وأماكن الترفيه.
وتعمل هيئة البحرين للسياحة على تنظيم الكثير من الأنشطة السياحية المختلفة التي تلبي تطلعات السياح والزوار من مختلف الاهتمامات، الأفراد والعائلات.
* هل هناك خطة في تنمية وعمل اتفاقية تبادل سياحي مشترك بين البلدين ؟
** نحن نعمل من أجل الارتقاء بالتعاون السياحي بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية إلى مستوى العلاقات المتميزة بين الدولتين الشقيقتين على مختلف المستويات، والتي تعكس عمق الصلة والروابط بينهما، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الطموحة الموقعة بين البلدين.
ونحن على قناعة بأن التعاون السياحي بيننا من شأنه تحقيق فائدة كبيرة مشتركة، فالبحرين ومصر احتضنتا أقدم حضارتين على مر التاريخ هما دلمون والفراعنة، ولدى مصر الشقيقة تجربة في مجال السياحة هي الأعرق على مستوى المنطقة، ومن أوجه هذا التعاون تشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاع السياحي، وتنظيم دورات تدريبية للمرشدين السياحيين، والتسويق المتبادل، وتبادل الخبرات والتجارب.
* ما هي الأساليب التي اتبعتها مملكة البحرين لتشجيع السياحة الداخلية للمواطنين ؟
** لدينا العديد من المقاصد السياحية الجاذبة التي يتم تجديدها باستمرار، ومع التعافي من جائحة كورونا بدأنا نلمس إقبالا أكبر من المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين على المقاهي والمطاعم والشواطئ التي بدأت تفتح أبوابها تدريجياً لاستقبال الناس.
وربما يوفر صغر المساحة الجغرافية للبحرين ميزة تمكن المواطنين والمقيمين من معرفة مجمل الفعاليات الترفيهية والوجهات الجديدة والتوجه لها بيسر وسهولة.
* ما هي المشروعات السياحية الكبرى التي تنفذ في مملكة البحرين ؟
** لدى البحرين عدد من المشاريع السياحية الطموحة الكبرى التي من شأنها تغيير معالم خريطة السياحة في المملكة نحو الأفضل، بعضها جرى تنفيذه بالفعل، ومعظمها سيتم تنفيذه مع نهاية العام 2022، وفي الواقع يمكن القول إن تنفيذ المنشآت السياحية الكبرى في البحرين عمل دائم لا يتوقف، ولم يتوقف حتى في أصعب الظروف التي مر بها القطاع السياحي بسبب جائحة كورونا، وذلك إدراكا من الحكومة الموقرة لأهمية هذه المشاريع في تحقيق الأهداف الطموحة للقطاع السياحي والاقتصاد الوطني ككل.
وعند الحديث عن هذه المشاريع الكبرى يبرز في مقدمتها مركز جديد للمعارض يقام جنوبي مملكة البحرين، هو الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة، وبإمكانه بعد افتتاحه المرتقب نهاية العام 2022 استضافة أضخم الأحداث العالمية بما يحتويه من موقع نموذجي يتسم بجاهزية حديثة ومتطورة على كافة الأصعدة من بنية تحتية وتكنولوجيا وخدمات متطورة وفق أعلى المعايير الدولية في مجال صناعة المعارض، وما يرفدها من أشكال السياحة التي ستنشط بدورها مختلف قطاعات المملكة، لتوفير احتياجات السياحة الوافدة، والمساهمة في زيادة تنويع مصادر الدخل وفق توجيهات الحكومة الموقرة.
يقام هذا المركز على أرض تبلغ مساحتها 309,000 متر مربع، حيث سيتم تشييد المبنى على 149,000 متر مربع من إجمالي مساحة الأرض. وسيضم المركز 10 قاعات للمعارض بمساحة إجمالية تبلغ 95,000 متر مربع مجهزة بأحدث الخدمات اللازمة لاحتضان الفعاليات والمعارض العالمية، ومركز المؤتمرات الرئيسي البالغة مساحته 4,500 متر مربع، ومجهز بأكثر وسائل العرض تطورًا، ويتسع لما يقارب 4000 شخص، ذلك إلى جانب قاعات متنوعة الاستخدامات بمساحات متوسطة وصغيرة.
هناك أيضا الواجهة البحرية للغوص، والتي تقام على مساحة 60 ألف متر مربع في المساحة المحصورة بين جسري الملك حمد والشيخ عيسى بن سلمان، ويتم تطويرها كواجهة بحرية مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة المحيطة لإنشاء معلم سياحي جديد، ومن المرتقب الانتهاء من هذا المشروع في الربع الرابع من 2024.
وقد دشنت هيئة البحرين للسياحة مؤخرا أحدث مشاريعها السياحية، “ساحل خليج البحرين”، على مساحة تفوق 170 ألف متر مربع بواجهة ساحلية بطول 600 متر، موزعة على خمسة قسائم، منها ساحل عام بطول 200 متر ستقوم بتطويره هيئة البحرين للسياحة والمعارض، ويمثل 28% من إجمالي مساحة المشروع، فيما تتوزع الأربعة الباقية على شواطئ ستقام عليها منشآت سياحية خاصة بواجهة بحرية بمساحة 100 متر لكل منها، إضافة إلى منطقة مخصصة للمرافق الخدمية و425 موقف عام للمشروع.
هناك أيضا مشروع الواجهة البحرية بساحل قلالي ب‍محافظة المحرق، والذي يمتد على مساحة تقدر بـ100 ألف متر مربع، ويتكون المشروع من منطقتين رئيسيتين الأولى: ساحل ممتد على مسافة 1.5 كيلومتر ويتضمن 14 محلاً تجاريًا وعددا من الاكشاك التجارية و3 ملاعب رياضية ومركز للرياضات المائية ومناطق لعربات الطعام، ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الرابع من 2022.
إضافة إلى ساحل بلاج الجزائر الذي سيشهد بحلول العام 2024 تشغيل فندقين مطلين على واجهته البحرية ويقعان مباشرة على شارعه الرئيسي، ناهيك عن المرافق الترفيهية والرياضية القائمة والمحيطة بهذه المنطقة، فضلاً عما ستشهده جزر حوار في عام 2023 من افتتاح فندق ومنتجع “مانتيس” المرتقب، وسيتم افتتاح منتجع جميرا خليج البحرين المطل على الساحل الجنوبي الغربي للمملكة على بُعد كيلومترات من مشروع بلاج الجزائر.
ومن المشاريع التي جرى تسليمها مشروع سعادة، الوجهة الترفيهية الحديثة في محافظة المحرق، ويضم 7 مبان، مع مرحلة توسع ثانية مرتقبة، كما جرى مؤخرا افتتاح مسرح الدانة باعتباره المسرح الأول من نوعه في مملكة البحرين.
*س : ما دور القطاع الخاص في تنمية الاستثمار السياحي في مملكة البحرين ؟
** القطاع الخاص شريك أساسي في عملية التطوير السياحي الدائمة في البحرين، ونحرص في هيئة البحرين للسياحة والمعارض كل الحرص على التنسيق والتعاون مع هذا القطاع من أجل رسم واقع ومستقبل السياحة في بلدنا، والآخذ بطروحات ومرئيات القائمين عليه ومناقشتها ووضعها موضع التنفيذ.
وينطلق حرصنا في الشراكة مع القطاع الخاص في إطار التوجهات العامة للمملكة التي جعلت القطاع الخاص قاطرة النمو وفقا لرؤية 2030.
ومع دخول صناعة السياحة هذه الحقبة الجديدة، نحرص كل الحرص على تعزيز أطر التعاون مع القطاع الخاص، وقد كان تعاوننا ناجحا ومثمرا خلال الفترة السابقة، كما أننا أطلقنا مؤخرا برنامجا تحفيزيا لدعم شركات السياحة والسفر البحرينية ومساعدتها على توسيع أعمالها وزيادة تنافسيتها، إضافة إلى تعزيز قدراتها التشغيلية، وبالتالي قدرتها على دعم جهود الهيئة في تطوير قطاع السياحة وجذب المزيد من السياح للبحرين من دول العالم.
* ما هي الخطط المتبعة في تنشيط القطاع السياحي في ظل جائحة فيروس كورونا؟
لقد حرصت الحكومة الموقرة على دعم مختلف منشآت القطاع السياحي خلال جائحة كورونا، من خلال تقديم جملة من الحوافز بما فيها الدعم المالي المباشر، إضافة إلى الإعفاء من الرسوم، وهذا ما أسهم فيما نراه الآن من عودة تلك المنشآت إلى مستويات التشغيل والإشغال السابقة، وتعمل هيئة السياحة على الاستفادة من التكنولوجيا في عملية تسريع تعافي السياحة، وذلك من خلال الابتكار والتعليم ورصد بيانات السوق والتسويق وغيرها.
وتواصل هيئة البحرين للسياحة عملها على استشراف المستقبل الواعد لصناعة السياحة، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار السياحي من شأنها توسيع رقعة الشرائح المجتمعية التي يمكنها الاستفادة من منافع السياحة وفوائدها التي لا تحصى، وتكريس السياحة كنشاط اقتصادي شامل وجزء لا يتجزأ من خطط التنمية وله دور رئيسي في جهود الإنعاش الاقتصادي القادمة.
واسمح لي في الختام أن أعرب عن تفاؤلي الراسخ بعودة أداء القطاع السياحي في البحرين إلى معدلاته السابقة سريعا رغم جميع التحديات الكبيرة جدا التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع في البحرين والعالم، وأود أن أؤكد أننا نتابع الحراك السياحي حول العالم، ونرصد التقارير التي تصدر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية وغيرها من الجهات المرموقة ذات الصلة بالقطاع، والتي يقول الكثير منها إن قطاع السياحي لن يعود إلى التعافي الكامل قبل العام 2023، لكننا نبذل كل جهد ممكن من أجل أن يكون القطاع السياحي في البحرين سبَّاقا ويقدم نموذجا على كيفية التعافي الكامل والسريع.