هل شعرت مرة أنك تعيش الحظ وأن الكون بأكلمه يتآمر ضدك؟ وهل تساءلت عن طريقة تستطيع بها أن تجذب الحظ السعيد؟ بالطبع لا نتحدث هنا عن سحر أو شعوذة.
كل ما في الأمر أن هناك شخصاً قام ببعض الأبحاث العلمية عن الحظ، وهو الدكتور ريتشارد وايزمان، أستاذ علم النفس بجامعة هيرتفوردشاير، ومؤلف العديد من الكتب ذائعة الصيت.
وأول ما يخبرنا به وايزمان هو أنه بالفعل هناك أشخاص سيئوا الحظ لا يبتعد عنهم النحس ، فعلى سبيل المثال، هناك امرأة، وفقاً لوايزمان، تعرضت لثمانية حوادث سير في رحلة لا تزيد على 150 ميلاً، كما تعرض أول رجل أعجب بها لحادث وكُسرت ساقه، ثم أصيب الرجل الثاني الذي أحبها في أنفه بعدما اصطدم بباب زجاجي، ولكنها في نهاية المطاف تقابلت مع شريك حياتها المستقبلي، وإتفقا على الزواج،أما الكنيسة التي كانوا سيقيمون بها مراسم الزواج احترقت قبل الزفاف بيوم واحد.
هذا جانب، أما الجانب الآخر فهو: هل تستطيع أن تغير هذا الحظ السيئ إلى آخر سعيد؟ وكانت إجابة وايزمان على هذا السؤال بالإيجاب، نعم تستطيع؛ فليس الحظ أمراً خارقاً للطبيعة لا يمكن التحكم به،بل أنت الذى تصنع حظك بنفسك، عن طريق أفكارك وسلوكياتك.
وقد أجرى وايزمان عدة تجارب حول هذا الأمر؛ ليخلص منها إلى أن 80% ممن خضعوا للتجارب قالوا أنهم إستطاعوا تحسين حظوظهم بنسبة أكثر من 40%.
ومن الطرق التي تساعدك على تحسين حظوظك في الحياة:
1- تعظيم الفرص
تخيل أنك قبعت في بيتك جالساً طوال اليوم، ما الشيء السعيد الذي يمكن أن يحدث لك؟ أما وايزمان فيخبرك أن الأشخاص المحظوظين يصنعون الفرص من داخلهم، ويلاحظون تلك التي تلوح أمامهم في الأفق، ويتصرفون وفقاً لها، أي أن أولئك المحظوظين لا يكفّون عن تجربة أشياء جديدة، أما غيرهم فيبقى منتظراً نتائجهم، ثم يفكر أن يفعل نفس ما فعلوه. لا تنتظر كثيراً، المح أي فرصة أمامك وابدأ في تجربتها، بدلاً من الندم على هذه الأشياء الكثيرة التي لم تقم بها.
2- استمع إلى حدسك
إعتمادك في كثير من قراراتك على الحدس، ذلك الصوت الداخلي الذي يأمرك بفعل شيء وينهاك عن آخر، قد يجلب لك الحظ والسعادة؛ فحوالي 90% من المحظوظين يقولون إنهم يثقون في حدسهم إذا تعلق الأمر بالعلاقات الشخصية، بينما قال 80% منهم إن الحدس لعب دوراً فاعلاً في اختياراتهم العملية. لذلك عليك أن تستفتي قلبك وأن تثق في قراره.
3- تفاءل بالخير تجده
يعتقد الأشخاص المحظوظون أن هناك إحتمالية بنسبة 90% أن تكون إجازتهم القادمة تكون مليئة بالمرح والسعادة، وإحتمالية بنسبة 84% أنهم سيتمكنون من تحقيق واحد على الأقل من أحلام حياتهم. والحقيقة أنه كلما إعتقدت أن هدفك يمكن تحقيقة، زادت مثابرتك وعزيمتك
وكلما كنت مثابراً، كانت فرصك في تحقيق حلمك أكبر، فخطط لحياتك وحدد أهدافك واسعَ بكل قوة لتحقيقها مهما كانت التحديات، وكن واثقاً أنك ستصل يوما ما.
.
4- حوّل الحظ التعيس إلى حظ سعيد
ليست كل أوقات الأشخاص المحظوظين سهلة خالية من المصاعب، ولكنهم يتعاملون مع هذه المصاعب بطريقة تختلف عن غير المحظوظين، فهم لا يرضون بالأمر الواقع بإعتباره لا يمكن تغييره، بل يتخذون الخطوات الجادة التي قد تمنع وقوعهم في المصاعب المستقبلية.
ويحكي وايزمان عن شخص محظوظ وقد إنكسرت ساقه، فسأله وايزمان إن كان يرى أن ذلك الحادث سوء حظ أم لا، فرد عليه بأن آخر مرة ذهب فيها إلى المستشفى أعجب بإحدى الممرضات ووقع في حبها، ثم تزوجها، وهو يعيش معها منذ 25 عاماً، ثم يضيف بأن الأمور قد تبدو سيئة الآن، لكن على المدى البعيد هناك إيجابيات كثيرة. هكذا يفكر المحظوظون.
.
يقول أديب العربية مصطفى صادق الرافعي:
“وهذه الدنيا للمحظوظ كأنها دنيا له وحده، فمتى جاءت إليه فقد جاءت. ولو أنها أدبرت عنه من ناحية لَرجعت من ناحية أخرى، ليثبت الحظ أنه الحظ”.