اوصى الفنان القدير سعيد عبد الغني أن لا يُقام له عزاء وان يتبرع لمستشفى السرطان بمبلغ 17 مليون جنيه من حسابه، وأن يُغطى جسده بالكامل حين يتوفى، وأن يُغلق باب الحجرة التي هو فيها ولا يدخل عليه أحد ولا يراه سوى أفراد اُسرته، وطلب من الجميع الدعاء له بالثبات عند السؤال، وأن لا تصرخ النسوة، والاسراع بدفنه حين يموت وعدم كتابة أية كلمة على قبره وأن يُدفن ببلدته التي ولد فيها..
ولد سعيد عبد الغني بقرية ”نوسا البحر “بالدقلهية عام 1938 وتخرج من كلية الحقوق عام 1958، عمل بالصحافة بقسم الحوادث بجريدة الاهرام لمدة عامين، ثم أصبح مراسلاً عسكرياً للجريدة، وتزوج من شقيقة الفنانة زهرة العلا التي انجب منها ولدين وبنت.
عاش سعيد صدمة عصبية غيرت مسار حياته وذلك عندما راح لتغطية حرب 1967 وهناك شاهد كل رفاقه يموتون امام عينيه، وكانت تلك مرحلة سوداء بحياته،لدرجه ان شعره صار ابيضاً، وطلب من زوجته ترك البيت ليجلس لوحده وظل على هذا الحال 10 ايام، قرر بعدها عدم ارتداء ربطة العنق حتى لا يشعر بالضيق كما قرر ان يجعل اللون الابيض اساسياً في ملابسه، وهذا ما كنا نراه في المشاهد التمثيلية وصوره بالمناسبات حتى بعد تقدمه بالعمر، بعدها انتقل للقسم الفني وهناك اقتحم مجال التمثيل وشكل فرقة بالجريدة واحتل المركز الاول، وظهر أول مرة سينمائياً بدور صغير بفيلم ” العصفور ” عام 1972 مع يوسف شاهين، ثم تبعه بدور آخر في ” المذنبون ” و وصلت اعماله وامتدت مسيرته لما يزيد عن 124 عملاً بين أفلام ومسلسلات واذاعة آخرها كان مسلسل ” شمس الانصاري “عام ٢٠١٢ و ولاد السيدة عام ٢٠١٥