ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سعى تدريجيًا على مر السنين إلى التأكد من عدم استطاعة أحد الدخول في تحد معه، فهمش أردوغان خصومه، وعمل على تطهير الجيش والشرطة والمحاكم، فضلًا عن تخويف الصحافة وتعزيز سلطاته في الدستور .. متعهدًا بمستقبل اقتصادي مشرق لشعبه.

وأوضحت الصحيفة – في تحليل إخباري لها نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء – أن نتيجة التصويت في الانتخابات المحلية التركية التي ظهرت أمس الاثنين فجرت مفاجأة كبيرة، إذ كشفت أن حزب “العدالة والتنمية” (حزب أردوغان) لم يخسر فقط في أنقرة التي تعد مركزًا سياسيًا، بل تراجع الحزب أيضًا في إسطنبول، مركز تركيا التجاري ومسقط رأس أردوغان ومركز دعمه منذ وقت طويل.

وبحسب الصحيفة، حتى وإن لم تكن هذه النتائج نهائية، فهي شكلت أشد زلزال سياسي يعصف بأردوغان منذ حوالي عقدين شهدا هيمنة بلا منازع على إدارة دفة تركيا، الحليفة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تعد محورًا بالغ الأهمية بالنسبة للاستقرار في المنطقة..مشيرة إلى أن ما كان مختلفًا هذه المرة هو الانهيار السريع للاقتصاد والمعارضة المنضبطة للغاية.

وكشفت الصحيفة أنه تم نشر مراقبين ليس فقط لفحص نتيجة التصويت بل لتأجيل النظر في عدد من صناديق الاقتراع المغلقة لحمايتها من إمكانية التلاعب بها من جانب أعضاء حزب العدالة والتنمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات لا تعني أن أردوغان، الذي تستمر ولايته لأربع سنوات أخرى، سيغير سلوكه الذي يشمل الترويج لقيم إسلامية على العلمانية وتوطيد العلاقات مع روسيا وجعل العلاقات أكثر فتورًا مع الناتو، مشيرةً إلى أن الانتخابات سلطت الضوء على نقاط ضعف الرئيس التركي.

وشكل الاقتصاد التركي الهزيل أكبر مخاوف الناخبين، بحسب الصحيفة، رغم ادعاءات أردوغان بأنه ليس السبب في المشاكل الاقتصادية القائمة.

ويذكر أن تركيا تعرضت لركود اقتصادي في مارس الماضي، وارتفعت نسبة البطالة في البلاد لأكثر من 10% ووصلت إلى 30% بين الشباب، كما فقدت الليرة التركية 28% من قيمتها في عام 2018 وتظل قيمتها آخذة في الانخفاض، فضلًا عن وصول التضخم إلى 20%، بحسب الصحيفة.